الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أدخل نية غسل الجمعة أثناء الغسل من الجنابة

السؤال

أثناء غسلي من الجنابة يوم الجمعة أدخلت نية غسل الجمعة وليس من البداية، فهل غسلي صحيح؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن غسل الجمعة كغيره من أنواع الغسل لابد فيه من الإتيان بالنية في أوله, جاء في كشاف القناع للبهوتي: ويجب الإتيان بها ـ أي بالنية ـ عند أول واجب في الوضوء أو الغسل أو التيمم أو غيرها من العبادات، لأن النية شرط لصحة واجباتها، فيعتبر كونها كلها بعد النية، فلو فعل شيئا من الواجبات قبل النية لم يعتد به. انتهى.

وفي حاشية ابن قاسم: لأن النية شرط فيعتبر وجودها في أول الوضوء، أو الغسل، أو التيمم أو غيرها من سائر العبادات. انتهى.

ولكن بما أنك نويت الجنابة، وإنما غفلت عن نية غسل الجمعة، فتجزئك نية الفرض الذي هو غسل الجنابة عن نية السنة التي هي غسل الجمعة، فقد جاء في الروض مع زاد المستقنع: وإن نوى من عليه جنابة غسلا مسنونا كغسل الجمعة، قال في الوجيز: ناسيا أجزأ عن واجب وكذا عكسه أي إن نوى واجبا أجزأ عن المسنون, وإن نواهما حصلا، والأفضل أن يغتسل للواجب ثم للمسنون كاملا. انتهى.

وفي الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: إذا نوى غسلا واجبا أجزأ عن المسنون لدخوله فيه، كما لو كان عليه جنابة فاغتسل منها عند السعي إلى الجمعة، فإنه يجزئه عن غسل الجمعة، لأن الواجب أعلى من المسنون فيسقط به. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني