السؤال
أحسن الله إليكم.
عندما كنت صغيراً، كنت أسرق من بعض الناس، ومنهم والدي، وأنا جاهل بما أفعل. والآن أريد رد المال لأصحابه.
هل علي إثم إن خصصت فقط ربع راتبي الشهري، فآخذه كل شهر، وأسدد به هذه الديون والسرقات، أم يجب علي أن أجتهد في الدفع والسداد، وأخصص أكثر من ربع الراتب، مع العلم أنَّ تخصيص أكثر من ربع الراتب ليس سهلاً علي؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم تقدر على استحلال أصحاب هذه الأموال، فعليك أن تدفعها لهم حتى تبرأ ذمتك.
والأصل أنّ سداد هذه الأموال واجب على الفور، لكن إذا لم يكن عندك من المال ما يكفي لسدادها إلا أن تقتطع من الراتب، فعليك أن تدفع منه ما تقدر عليه، سواء كان ذلك نصف الراتب، أو ثلثه، أو ربعه، أو أكثر أو أقل، ولا يلزمك أن تدفع منه ما تحتاجه لحوائجك الأصلية كالمأكل والملبس، والمسكن.
قال ابن قدامة -رحمه الله-: لأن قضاء الدين، إنما يجب في الفاضل من قوته. المغني لابن قدامة.
والله أعلم.