الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قضاء الحاجات باشتراط هدية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد:
فهل من يأمر بعض الناس إذا أحبوا أن يحصلوا على شيء أن يهدوا له هدية لكن غالبا لا تهدى له إلا بعد أن يحصل المطلوب هل يدعو الناس لعبادة نفسه؟ وهل من يقول له الناس (نهدي لك كذا لتعمل لنا كذا) ويقبل ذلك راض بأن يعبد من دون الله عز وجل؟ وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمن قال لشخص أو أشخاص: من أراد أن أقضي له حاجة فليهدِ لي هدية، فلذلك ثلاث حالات: الأولى: أن يقوم بعملٍ لقضاء هذه الحاجة، كأن يذهب للبئر ليحضر لهم الماء مثلاً، فهذا ليس من دعوة الناس إلى عبادة النفس، بل هو عقد معاوضة فاسد؛ لأن الهدية هنا تسمى هبة ثواب، ولا بد فيها وفي ثوابها من انتفاء الجهالة والغرر. قال المواق المالكي في التاج والإكليل: ومن المدونة... الغرر في الهبة لغير الثواب يجوز اهـ أي أنه لا يجوز الغرر في الهبة إذا كانت للثواب. وقال ابن قدامة في المغني: فأما إذا شرط ثوابًا مجهولاً لم يصح وفسدت الهبة وحكمها حكم البيع الفاسد. اهـ والثانية: أن تكون هذه الهدية في مقابل الدعاء لهم بقضاء هذه الحاجة، وهذا لا يصح. قال ابن الشاط في شرحه على الفروق للقرافي : فلا يجوز الإجارة على إخراج الجان والدعاء وحل المربوط، ونحو ذلك، لعدم تحقق المنفعة. اهـ الثالثة: ألا يعمل لهم شيئًا ولا يدعو لهم، فهذا إما أن يقول: أنا الذي أقضي لكم هذه الحاجة، فهذا كفر وردة وادعاء للألوهية، وفيه دعوة الناس لعبادته، وإن كان يقول: الله هو الذي يقضي لكم هذه الحاجات ببركتي، فهذا مبتدع كذاب يريد أكل أموال الناس بالباطل. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني