السؤال
عندي عدة استفسارات:
الأول: أني عشت حياتي، وتعلمت الوضوء والصلاة من أبي وأمي، ونحن ولله الحمد عائلة متدينة، ولكن ليست في قمة التدين، وعندنا علم بالدين لا بأس به، وصراحة لم أذهب إلى شيخ، أو أستمع إلى أحد بخصوص كيفية الوضوء والصلاة الصحيحة، اعتقاداً مني أن الأمر لا يستلزم الذهاب إلى الشيخ؛ لأن الأمر (الوضوء والصلاة)أمران أساسيان لا حاجة لأن أسأل شخصاً عالماً بالدين عن كيفية أدائهما. واكتشفت بالصدفة منذ عدة أيام أنني مثلا أثناء الوضوء لا أغسل أذني من الخارج، وأني لا أغسل يدي مع المرفق، رغم أني أعلم أنه يجب علينا غسل الأذن والأيدي إلى المرافق، وقرأتها في القرآن عندما كنت صغيرا، ولكن لم يخطر ببالي لمرة و احدة في حياتي أن كيفية غسلي إياها في الوضوء كانت غير صحيحة، كما أني علمت أن التشهد في الصلاة كانت به بعض الأخطاء، وأيضا كنت أعلم أن الوضوء لا يصح إذا لم يصل الماء إلى جميع الأجزاء، ولكن لم يخطر ببالي مرة أن وجود بقايا طعام أسفل أظافري يكون حائلا يمنع وصول المياه، يعني لم أركز في تلك الأشياء، بل لم تخطر ببالي أصلا، رغم أني رأيت أناساً يتوضؤون وضوء صحيحاً، ولكن ما ظننته وقتها أنه توجد طرق مختلفة لغسل الأعضاء، وكذلك الحال في قول التشهد.
ثانياً: عندما بلغت، كان سني ١٣ سنة، ولم أكن أعرف أي شيء عن الغسل، ولكن بعدها بفتره وجيزة، علمت أنه يجب الاغتسال وتعميم الجسد بالماء، ويتخلل الماء الشعر. فكنت أفيض الماء على بدني حيث أبلل يدي وأصابعي بالماء، وأدخل في مسامات الشعر، ولكن ليس كله كان هذا هو تفسيري، إلى أن علمت الصحيح، وهو تعميم كل الجسد بالماء، بحيث لا يكون هناك موضع ظاهر لم يصبه الماء.
فما حكم صلاتي نتيجة لهذا الفهم الخطأ؟
ثالثاً: علمت أن مجرد مسحي بالمنديل لا يكفي لزوال النجاسة، حيث إني ظننت أنه بمجرد بلل المنديل تزول النجاسة؛ لأنه يعادل الغسل بالمياه. كما أني علمت أن زوال النجاسة من البدن والثوب يكون بغسلهما بالمياه، ولكني كنت أبلل يدي وأغمرها في المياه وأمسح موضع النجاسة ببدني مثل قطرة بول، كل ما فعلته من أخطاء كان مبنيا على ما قرأته في موقعكم(أخطأت الفهم) أن المياه لا تصبح نجسة إلا لو تغير حالها فكنت أمسح الثوب النجس بالمياه كثيرا حتى أستطيع عصره، ويصبح الماء ظاهرا عليه بقوة، فأظن أن النجاسة محمولة بالمياه، وأنه طالما لم يتغير شكلها ولا لونها و لا رائحتها، فإنها أصبحت طاهرة؛ لذلك بنيت كل اعتقاداتي على هذا من مسح بالمنديل، وتطهير الموضع النجس من البدن، فأنا لم أبتدع هذا لم أؤلفه من تلقاء نفسي، ولكن ما حدث لي هو أني فهمت خطأ، وعشت على هذا الفهم الخطأ، وأنا والله حريص على ديني، يعني هذا لم يكن استهتارا مني أبدا، فلو كنت عرفت أن ما أفعله خطأ لكنت أسرعت بتغييره ومعرفه الصحيح، ولكن ظننت أن ما أفعله هو الصحيح، نتيجة لما قرأته. أن ولله الحمد أعرف معلومات لا بأس بها عن الدين، وأحب التعلم كي لا أقع بالأخطاء، فلا توجد مرة أشك في شيء أو أحس أن ما فعلته خطأ إلا وأرجع إلى موقعكم وأتصفح العديد من الفتاوى المتعلقة والمحيطة بالموضوع؛ كي يكون عندي علم ودراية، وحتى أنصح الناس حولي بهذه المعلومات.
أنا أخاف على نفسي وعلى ديني، يعني لو أن شيخا قال لي إن ما أفعله غير صحيح، لكنت انتبهت لما يقوله؛ لأني لا أريد أن تكون صلاتي غير مقبولة.
فهل لو فعلاً لم تُقبل صلاتي وأعمالي (بسبب قول جمهور أهل العلم هذا، وأنا أعلم قول شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه تُقبل الصلاة لجهله، ولكني أريد أن آخذ القول لتكون ذمتي خالية) وتبت إلى الله وصليت ما فات من الصلوات عندما كنت جاهلا، يُكون لي نفس الأجر الكامل، وكأني صليتها صحيحة، حيث إني أحس أن كل ما فعلته في حياتي من أعمال صالحة لا قيمة له من حيث الحسنات.
وآسف جداً جداً جداً على هذا السؤال الطويل، لكن أنا في صدمة غير طبيعية.