السؤال
ما حكم أخذ الفتاة دورة كمبيوتر مختلطة في مدينة تبعد نصف ساعة عن قريتها؛ بهدف استغلال وقت الفراغ، والاستفادة، والتعرف إلى مدينة جديدة، وصديقات جدد، خصوصًا أن أجواء بيتنا غير مريحة؛ من خلافات بين أبي وأمي، وبذاءة في كلامهم بين الحين والآخر، وبيتنا ساحته مكشوفة، والساحة التي فيها الحمام والمطبخ، ولا آخذ راحتي بالحركة، حتى أني أحيانًا أملّ من لبس الحجاب، فأقنع نفسي أن البيت بيتنا، ومن ينظر إليه آثم، وأحيانًا من كثرة الملل من ارتداء غطاء الرأس للصلاة الذي يشبه الخمار.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تسافر أي سفر -طويلًا كان أم قصيرًا- إلا ومعها محرم، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 121004. ومنها تعلمين أيضًا حكم سفرك لهذه المدينة للتعلم فيها، وأن ذلك لا يجوز، إن لم يكن معك محرم.
والأمور التي أوردتها من استغلال وقت الفراغ، وطرد الملل، ووجود الخلافات الأسرية، ونحو ذلك لا تبيح لك السفر بغير محرم، ويمكنك أن تبحثي عن سبيل لبعض البرامج النافعة مع بعض الأخوات المسلمات الصالحات في المكان الذي تقيمين فيه.
ونوصيك بكثرة الدعاء لوالديك أن يصلح الله حالهما، وينبغي أن تسعي في سبيل الصلح بينهما، مستعينة ببعض أهل الخير، فهذا من أعظم البر بهما، ومن أفضل القربات، وراجعي الفتوى رقم: 50300.
وإذا كنت تخشين أن يطلع عليك أحد عند خروجك في البيت بغير حجاب، فيجب عليك الستر، ولا اعتبار في هذه الحالة لما ذكرت من أن البيت بيتكم، أو كون من ينظر إليك آثمًا، فهذا مما لا يسوغ لك وضع الحجاب، إلا إذا كنت في مأمن من اطلاع أجنبي عليك، فاصبري على لبسه؛ ابتغاء مرضاة الله، فذلك مما يعظم به الأجر.
والله أعلم.