الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أدرس في أمريكا وأحضر الدكتوراه، وحصلت على منحة دراسية، وهؤلاء يؤدون جميع الرسوم ويعطون لي مكافأة شهرية، وسؤالي الآن هل يجوز لي أن آخذها وأستفيد منها، حتى ولو علمت أن هذه الأموال تأتي إلى الجامعة من اليانصيب ومن الربا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كانت الجامعة لها موارد مختلفة، فيها الحلال والحرام، فلا حرج عليك في أخذ ما يقدمونه لك من مكافأة، وإن لم يكن لها إلا هذا المصدر المحرم، اليانصيب والربا فلا تأخذ من مكافأتهم شيئاً، لأنه مال خبيث محرم. قال الحافظ ابن حجر في الفتح مبينا حكم الأعطيات التي يدفعها السلطان: والتحقيق في المسألة أن من عُلم كون ماله حلالاً فلا ترد عطيته، ومن عُلم كون ماله حراماً فتحرم عطيته، ومن شك فيه فالاحتياط رده، وهو الورع، ومن أباحه أخذ بالأصل، قال ابن المنذر: واحتج من رخص فيه بأن الله تعالى قال في اليهود: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ [المائدة:42]، وقد رهن الشارع درعه عند يهودي مع علمه بذلك، وكذلك أخذ الجزية منهم مع العلم بأن أكثر أموالهم من ثمن الخمر والخنزير والمعاملات الفاسدة. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني