السؤال
أنا شاب كنت مستقيما على أمر الله، محبا له، مدافعا عنه، متعلما له، وكنت عندما أذنب أندم، ثم أتوب من فوري. وكان قيام الليل هو قرة عيني، وتسليتي آخر اليوم، وقوتي التي أواجه بها الباطل، وليس شيء أحب إلي من الخلوة بالله، وجمع طرق الأحاديث، وتحرير مسائل الفقه.
كنت أكره أن يفوتني شيء من الخير، كنت على خير والحمد لله، ولكني الآن يائس من كل شيء في الدنيا والآخرة، قانط محبط، كلما حاولت أن أرجع إلى ما كنت عليه من خير أفشل، كثرت ذنوبي وعيوبي، وتركت قيام الليل، بل أصبح ثقيلا علي كثيرا، وأنا باختصار يائس من حياتي، وأدعو الله تعالى أن يميتني، وأقول: يا رب أنا لا أنفع لا لدينك، ولا لدنياي، فأمتني حتى لا أزداد شرا، وبعدا عنك، أنا حزين يائس عاجز، أستحي من الناس، ولا أستطيع أن آخذ حقي من الناس، وأمشي وأنا خافض رأسي، وإذا نظر إلي أحد أرتعب، وأنا كسول.
كل هذه المشاعر قتلت إيماني ونفسي، وطاعاتي، وأدخلتنني هذه الحالة، وإن كان عندي يقين بأن هذا كله من الشيطان، ولكن لا أعلم؟ ليست بيدي حيلة، كلما حاولت أن أستعيد إيماني باتخاذ كل سبب ممكن، حتى إني أراقب كل خاطرة حتى لا يؤاخذني الله بها، فيحرمني الطاعة، عجزت.
أريد أن أرجع كما كنت مع الله من حبه، والشوق إليه، فو الله ليس هنالك شيء أشد علي من الابتعاد عنه، مع العلم أني غالبا أول من أدخل المسجد، يعني أني محافظ على صلواتي وواجباتي.