السؤال
سؤالي عن غسل الجنابة: هل ما أفعله صحيح، أم هو زيادة وإسراف؟
أستغرق في الاستحمام حوالي ساعة؛ لأني أولا أغسل الذكر مرات عديدة لمدة ٢٠ أو ٣٠ دقيقة، ثم أتوضأ، ثم أغسل شعري بالشامبو، ثم أغسل جانبي الأيمن بالصابون، ثم أغسله بالماء، ومن ثم الجانب الأيسر بالصابون، ثم بالماء.
وبعد الانتهاء من هذا كله، أبدأ الاستحمام العادي الطبيعي من جديد (غسل الرأس بالشامبو، ثم فرك الجسم بالصابون) وهذا الشيء أصبح مرهقا بالنسبة لي، ويستغرق وقتا طويلا.
فهل هذا صحيح أم ما هو الشيء الصحيح؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شكّ أن ما كنتَ تفعله من الاغتسال فيه غلوّ وتكلّف, فكونك تمضي ساعة كاملة لأجل الغسل, وتكرارغسل الذكر لمدة (٢٠ أو ٣٠ دقيقة) فيه إسراف في الماء, والصابون, ومضيعة للوقت, وهذا منهي عنه شرعا.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: وأجمع العلماء على النهي عن الإسراف في الماء ولو كان على شاطئ البحر، والأظهر أنه مكروه كراهة تنزيه. وقال بعض أصحابنا: الإسراف حرام. والله أعلم. انتهى.
وقال ابن أبي زيد القيرواني في الرسالة: والسرف منه (الماء) غلو وبدعة...
والذي يظهرمن سؤالك أن غسلك مجزئ فيما مضى، لكن ننصحك مستقبلا بأن تأتي بالغسل الكامل بطريقة صحيحة, ولن يأخذ ذلك منك إلا دقائق يسيرة, وقد ذكرنا الغسل الكامل، والغسل المجزئ في الفتوى رقم: 180213.
ويكفيك استعمال الماء وحده, لكن لو اغتسلت بالصابون بعد الماء, فلا شيء عليك في ذلك.
جاء في فتاوى نور على الدرب لابن باز:
س: يقول هذا السائل: يا سماحة الشيخ، عندما أريد الغسل من جنابة، أو لصلاة جمعة، أو لصلاة عيدين أبدأ دائما بالغسل من السرة إلى الركبة بالصابون، ثم بعد ذلك أنوي الغسل، وأشرع في الماء فقط. فهل عملي هذا صحيح؟
ج: يكفي، لا بأس به، لكن ما فيه حاجة للصابون، الماء يكفي، وإذا فعلت الصابون فلا بأس، لكن لا بد أن يغسل بالماء الصابون حتى يزول ويبلغ الماء البشرة، وتعم البدن بالماء عن الجنابة، وهكذا في غسل الجمعة، حتى تحصل لك السنة. انتهى.
والله أعلم.