الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفنن في الأساليب للحصول على رضا الوالدين

السؤال

(بسم الله الرحمن الرحيم) ما الحالة إذاكانت الأم صعبة ولا تسمح بطاعتها وإن حاولت لذلك أحاول تجنبها وإن أقابلها تصايحني مباشرة رغم أني حاولت معرفة السبب والتذلل لها، فما هو الوضع أو النصيحة لي؟ جزاكم الله خيراً0

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فننصح الأخ السائل بلزوم طاعة والدته والصبر على حالتها وبذل الوسع في سبيل رضاها، والتفنن في ذلك، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً [الإسراء:23]. فأمر الله بخفض الجناح لهما ومخاطبتهما بالقول الكريم عند بلوغهما الكبر، وهو مظنة تغير الطبع وغلظة القول والفعل. قال مجاهد: إما يبلغان عند الكبر فلا تقل لهما أف حين ترى الأذى، وتميط عنهما الخلاء والبول كما كانا يميطانه عنك صغيراً. انتهى. وقال القرطبي: قوله تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ خص حالة الكبر لأنها الحالة التي يحتاجون فيها إلى بر لتغير الحال عليهما بالضعف والكبر، فألزم في هذه الحالة من مراعاة أحوالهما أكثر مما ألزمه من قبل. انتهى. فلا مفر من لزوم طاعة الوالدين في المنشط والمكره، نسأل الله أن يعينك على بر والدتك وأن يلهمك الأساليب النافعة في ذلك. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني