الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة في اللغة وعند الفقهاء

السؤال

ماهي الموازنة؟ وهل يجب علينا عند التحذير ممن لديه بدعة أن نذكر محاسنه فى مقام تحذيرنا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن لفظ الموازنة من حيث اللغة مشتق من الفعل وازن، تقول: وازنت بين الشيئين موازنة ووزانا، وهذا يوازن هذا إذا كان على زنته أو كان محاذيه، كذا قال ابن منظور في لسان العرب، وأما استعمال هذا اللفظ عند الفقهاء فيكون في ما يقع فيه التعارض بين المصالح والمفاسد، حيث يقدم خير الخيرين عند تزاحمهما فيجلب خيرهما، ويقدم شر الشرين فيدفع، وكذا تقدم المصلحة إذا كانت أعظم من المفسدة، وتدفع المفسدة إذا كانت أعظم من المصلحة عند التعارض وعدم إمكان الجمع، وقد تكون الموازنة في غير ذلك. وبخصوص التحذير من أهل البدع، فقد كان هذا هدي السلف، لئلا يغتر بهم الناس، فيفسدوا عليهم دينهم، وأما ذكر المحاسن في هذا المقام فليس بسائغ، لأن مقصود التحذير هو التنفير، وذكر المحاسن يقتضي الترغيب، لكن... قد يكون ذلك سائغاً في مقام آخر غير هذا، كأن يكون ذلك عند الترجمة والتقييم، أو عند طلبة العلم تربية لهم على خلق الإنصاف، ولا يخفى أن هذا فيما إذا أمن عليهم الافتتان بهم. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني