السؤال
كنت قد بدأت بالجامعة بعد الثانوية العامة، وحصلت لي ظروف، فلم أكمل، ثم مرت السنوات، وتقدمت لخطبة فتاة، وكان من شروط قبولها للزواج أن يكون المتقدم لها جامعيًّا، فكذبت عليها، وقلت لها: إنني أحمل الشهادة الجامعية، وأهلها سألوا عني قدر ما استطاعوا، لكنهم لم يكتشفوا حقيقة دراستي الجامعية، وتزوجت، ورزقنا الله طفلًا، فهل زواجي منها باطل؛ لأنني خدعتها وكذبت عليها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإخبارك أهل هذه الفتاة بأنك تحمل شهادة جامعية -وليس الأمر كذلك-، إخبار منك بخلاف الواقع، وهذا هو الكذب بعينه، والذي هو كبيرة من كبائر الذنوب، جاءت النصوص بالتحذير منه، وبيان قبحه، قال النووي في كتاب الأذكار: قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة، وهو من قبائح الذنوب، وفواحش العيوب، وإجماع الأمة منعقد على تحريمه، مع النصوص المتظاهرة... واعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء تعمدت ذلك أم جهلته، لكن لا يأثم في الجهل، وإنما يأثم في العمد. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 26391، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة.
وعلى كل حال؛ فلا تأثير لهذا الكذب على صحة الزواج.
ولا يلزمك الآن إخبار زوجتك بحقيقة الأمر، بل لا ننصحك بذلك؛ مخافة أن تترتب على ذلك مفاسد، ومشاكل بينك وبينها.
والله أعلم.