السؤال
أحيانا تغلب علي الشهوات الدواوية وبعض الغرائز، وأحاول بقدر الإمكان الابتعاد عنها، ولكن أجد صعوبة في ذلك رغم أنني في أثناء الصلاة، فما حكم الدين في ذالك؟ ولكم جزيل الشكر.
أحيانا تغلب علي الشهوات الدواوية وبعض الغرائز، وأحاول بقدر الإمكان الابتعاد عنها، ولكن أجد صعوبة في ذلك رغم أنني في أثناء الصلاة، فما حكم الدين في ذالك؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم يتضح لنا المقصود من قول السائل: "الشهوات الدواوية، وبعض الغرائز". والذي يفهم من السؤال عموما: هو السؤال عن الوسوسة والخطرات التي تطرأ على المصلي في أثناء الصلاة، فإن كان هذا هو المقصود، فالجواب: ينبغي على المصلي أن يكون حاضر القلب في الصلاة خاشعا لأمره تعالى بإقامة الصلاة والمحافظة عليها. وإقامة الصلاة إنما تكون بإقامتها ظاهرا وباطنا. فإقامتها ظاهرا: بإتمام ركوعها، وسجودها، وسائر أركانها وشروطها. وإقامتها باطنا: بالخشوع فيها، واستحضار القلب. وليس للإنسان من صلاته إلا ما عقله منها، وكان حاضر القلب فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليصلي ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها، أو تسعها، أو ثمنها، أو سبعها، حتى انتهى إلى آخر العدد. رواه أحمد من حديث عمار رضي الله عنه. وقال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها. قال ابن القيم في "الفوائد": وهذا بإجماع السلف. وإذا طرأ على المصلي الوسواس، فعيله أن يجتهد في دفعه. والوسواس نوعان: الأول: لا يمنع التدبر في الصلاة وتدبر أعمال الصلاة، وإنما يكون بمنزلة الخواطر، فهذا لا يبطل الصلاة قولا واحدا. الثاني: ما يمنع الفهم وحضور القلب، بحيث يصير المصلي غافلا تماما في الصلاة، فهذا يمنع الثواب، للحديث المتقدم، وليس له من الثواب إلا بقدر ما استحضر وتدبر منها، وهل تبطل صلاته بذلك؟ قولان، الثاني منهما: لا تبطل الصلاة، بل تبرأ بها ذمته وإن كان لا ثواب له، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: وهذا هو المأثور عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة. فعليك أخي السائل أن تجتهد في دفع هذه الوساوس، وأن تستحضر في قلبك أنك واقف بين يدي علام الغيوب، خالق السماوات والأرض، الذي يقول للشيء كن فيكون. ولمزيد من الفائدة حول دفع الوسوسة في الصلاة، راجع الفتوى رقم: 30319. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني