السؤال
يقابلني عتاب شديد اللهجة مِن أهل بيتي -خاصةً أمّي- في عدة أمور، ويقال: إني متزمّت بعض الشيء عندما أقدِّم لهم النصيحة، والعكس صحيح، فعندما أنصحهم بالابتعاد عن سماع الأغاني، والالتزام بلباس واسع فضفاض، وعدم السلام باليد على أُناس أجانب، وعندما أتكلم مع (أبي) في عدم ترك الصلاة؛ فهذا يزعجه مني، ويتركني ويرحل؛ وما أشبه ذلك.
وأمي تعاتبني بعتاب شديد اللهجة، وتأخذ عليَّ مأخذًا عندما أشتري كتبًا في (العلوم الشرعية)، وبعض (الكتب الأدبية)، وتقول لي: لا تلتفت لهذا الآن، وادّخر المال لكي تتزوج، وأنا لا يشغلني إلا طلب العلم، والإقبال على كتاب الله، وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم، مع العلم أني في مقتبل العُمر، ولم أتجاوز الواحد والعشرين عامًا، فماذا أفعل -بارك الله فيكم-؟ أريد معرفة الجواب سريعًا، وعدم إحالتي لإجابة سؤال آخر، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على الخير، ورغبتك فيه.
وعليك أن تستمر في نصح أهلك بما ذكرت، وألا تتوقف عن ذلك؛ خشية رميهم لك بالتزمت، وأن تبين لهم أن ذلك هو دِين الله، الذي بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، وليكن ذلك منك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وبالطريقة غير المنفرة، وبالنصح المباشر تارة، وغير المباشر تارة أخرى، كأن تعقد لهم مجلسًا تتكلم فيه عن شيء من تلك المنكرات، أو تسمعهم محاضرات في خطورة ترك الصلاة، والتبرج، وسماع المعازف، وغيرها من المنكرات التي يفعلونها، وتحبب إليهم بكل ممكن؛ رجاء أن يكون نصحك مقبولًا.
واحرص على ألا تكون نصيحتك مغضبة لأبويك، بل غلِّفها بالأسلوب الرقيق الحاني، الذي يحملهما على الاستجابة، والانصياع لأمر الله، واجتهد في الدعاء لهم بأن يهديهم الله تعالى.
وأما شراء الكتب، فيمكنك الموازنة بينه وبين الادّخار، بحيث تشتري ما تحتاج إلى قراءته الآن فقط، دون توسع في الشراء، وهذا لا يكلفك كثير مال، ولا يعطلك عن الادّخار الذي تريده أمّك، كما يمكنك الاستعانة بالمرفوع على الإنترنت من الكتب، ونحو ذلك من التطبيقات التي تسهل المطالعة على الباحثين، والله يعينك، ويوفقك لما فيه الخير.
والله أعلم.