الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعانة بالجنّ والتقرب لهم

السؤال

قرأت السنة الماضية فتوى حول التعامل مع الجن، ثم قرأت فتاوى أخرى كثيرة في نفس الموضوع، ومؤخرًا صارت تأتيني أفكار، أكاد أصدّقها، وقد أزعجتني جدًّا، فتأتيني أفكار أنني قرأت أن من العلماء من أحلّ التعامل مع الجن لقضاء ضرورات قصوى، وأنهم أباحوا في ذلك دعاء الجن، والصيام لهم، والسجود لهم، والذبح لهم؛ للضرورة القصوى فقط، في حال كان الشخص ضعيف الإيمان، أو عنده شك في صحة الإسلام، وصدق الرسالة، وكانت له ضرورة قصوى يجب أن يقضيها.
وتأتيني أفكار أنني قرأت أنّ من العلماء من أحلّ اللجوء إلى السحر؛ لقضاء أمور ضرورية، وآخرين أحلّوا اللجوء للسِّحْر فقط في حال كان الإنسان ضعيف الإيمان، أو لديه شكّ في صحة الإسلام، وكانت لديه ضرورة قصوى يجب أن يقضيها، فهل هذه الأفكار التي سردتها عليكم صحيحة؟ وهل هناك ضرورات للتعامل مع الجنّ، أم إن الإنس لا يجدر بهم التعامل مع الجنّ، فللجنّ عالمهم، وللإنس عالمهم، ولا يجب أن تكون للإنس بالجنّ علاقة تحت أي ظرف كان؟
تعبت من هذه الأفكار، أرجو أن تجيبوني جوابًا واضحًا دون إحالتي على فتاوى أخرى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاستعانة بالجن محرمة مطلقًا، ولا تجيزها ضرورة، ولا غيرها، قال البهوتي في كشاف القناع: (وأما الذي يعزم على الجن، ويزعم أنه يجمعها فتطيعه، فلا يكفر) بذلك (ولا يقتل) به؛ لأنه ليس في معنى المنصوص على قتله بالسحر (ويعزر تعزيرًا بليغًا دون القتل) لارتكابه معصية عظيمة (وكذا الكاهن، والعراف. انتهى.

وأما التقرب إلى الجن بذبح، أو نذر، أو غير ذلك، فكفر بالله العظيم، لا يجيزه مسلم.

والوقاية من شر الجن، إنما تكون باللجوء إلى الله تعالى، والاستعانة به، والاستعاذة به سبحانه من شرورهم.

ولا يجوز كذلك حلّ السحر بسحر مثله، وإنما تجوز النشرة من الكتاب، والسنة فحسب، ولتنظر الفتوى: 309661.

فعليك بتجنب هذه الأفكار، والإعراض عنها، وتجاهلها، واعتقاد أن الذي ينفع ويضر هو الله سبحانه.

وإذا كان الشخص ضعيف الإيمان، فعليه أن يأخذ بأسباب زيادته؛ ليعافيه الله من البلاء، ويبعد عنه كيد السحرة، والشياطين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني