الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف المحمود من حبوط الأعمال

السؤال

أنا موسوس بوسواس قهري، وقد شفيت ولله الحمد منه بدرجة كبيرة.
وسؤالي لا أعلم إن كان متعلقا بالوسوسة، وهو أنني قد قرأت أن الأعمال الصالحة قد تحبط. فأصبحت كلما وقعت في ذنب مهما كان. مثل أن أخالف مثلا كلام أبي في ارتداء شيء في قدمي في البيت. أخاف أن يكون قد حبط عملي. فأصبحت كثيرا جدا كلما فعلت أي شيء مثل هذا أقول: أستغفر الله، وأستعيذ أن يحبط عملي. وأصبح الأمر يقلقني طول الوقت. فما الحل؟ وهل صحيح أن أي معصيه قد تكون محبطة للأعمال كلها الصالحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحسنات والسيئات توزن يوم القيامة، ومن رجح ميزان حسناته نجا، ومن كانت الأخرى فهو تحت مشيئة الرب تعالى.

وعلى كل حال، فالخوف من حبوط الأعمال أمر حسن، لكن لا بد أن يكون هذا في سياقه الطبيعي، وألا يتحول إلى وسواس مرضي مقعد عن الصالحات، مثبط عن الطاعات، فعليك أولا أن تجتهد في التعلم لمعرفة ما هو طاعة وما هو معصية؛ لئلا تظن معصية ما ليس كذلك، فتوسوس بلا موجب أصلا، وليست كل مخالفة للوالد تعد عقوقا يستوجب العقوبة، وقد بينا حد طاعة الوالد الواجبة في الفتوى: 356467، فلتنظر.

ثم عليك أن تجتهد في تجنب المعاصي والسيئات ما أمكنك، وأن تستغفر كلما ألممت بشيء منها، وأنت بهذا على خير عظيم، ودع عنك الوساوس المرضية الخارجة عن حد الاعتدال؛ فإنها تضر ولا تنفع، واستمر في مجاهدة الوساوس حتى يذهبها الله عنك بالكلية، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني