الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كل نفس كتب الله عليها الموت والفناء

السؤال

االسلام عليكم
أرجو العلم بأني دائما أفكر بوالدي الكبيرين في العمر، بحيث أتعب من التفكير فيهما وأخاف عليهما من الموت، علما بأني أعرف بأن هذه الأفكار خاطئة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله عليها الموت والفناء.،قال تعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27]. وقال تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ*ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ[الزمر:30-31].فوالداك سيموتان لا محالة، فلا بد أن تستحضر هذه الحقيقة، حتى إذا حضر أحدهما الموت أو كليهما، فعليك حينئذ أن تلتزم بالصبر والتسليم بالقضاء، وإن كان والداك صالحين فاسأل الله أن يجمعك بهما في الجنة، فإن المرء مع من أحب يوم القيامة، وتمسك بالتقوى والصلاح، فإن الله تعالى قال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الطور: 21].وإن كانا غير صالحين، فاجتهد في نصحهما بالمعروف، دون الإخلال بواجب برهما، وفي جميع الأحوال عليك أن تخلص الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما.قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً [الاسراء:23-24].ولمزيد من الفائدة، راجع الفتوى رقم: 6603، والله نسأل أن يوفقك لبرهما والإحسان إليهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني