الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المخضرم من أدرك الخضرمتين

السؤال

ما هو أصل اشتقاق كلمة (مخضرم)؟ وما معناها اللغوي؟ وما يترتب عليه من معنى اصطلاحي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجاء في "لسان العرب" أن أصل الخضرمة أن يُجعل الشيء بين بين، ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم، لأنه أدرك الخضرمتين.

قال إبراهيم الحربي: خضرم أهل الجاهلية نعمهم، أي قطعوا من غير الموضع الذي خضرم فيه أهل الإسلام، فكانت خضرمة أهل الإسلام بائنة من خضرمة أهل الجاهلية.. فقيل لهذا المعنى لكل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم، لأنه أدرك الخضرمتين، خضرمة الجاهلية، وخضرمة الإسلام، ورجل مخضرم لم يختتن، ورجل مخضرم إذا كان نصف عمره في الجاهلية، ونصفه في الإسلام، وشاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. اهـ.

وأما المخضرم في اصطلاح المحدثين، فهو كما قال العراقي في ألفيته:

والمدركون جاهلية فَسِم مخضرمين كسويد في أمم

وكما مر فالخضرمة الترددد بين شيئين، فكذلك المخضرمون مترددون بين الصحابة للمعاصرة وبين التابعين لعدم اللقاء.

وقول العراقي "كسويد في أمم" سويد هو ابن غفلة بن عوسجة بن عامر الجعفي، أدرك الجاهلية وأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وقدم المدينة فوصل يوم دفنه صلى الله عليه وسلم ولم يره.

وقوله "في أمم" أي جماعات، وقد بلغ بهم مسلم بن الحجاج عشرين، وبلغ بهم علاء الدين المغلطاني أزيد من مائة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني