الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب جدير بعون الله له على الخير

السؤال

لقد اشتركت منذ فترة بعيدة في موقع في الإنترنت بمعلوم، وكان يجب عليَّ دفع المال، لكني لم أقم بالدفع لهم. والآن لا أملك المال الكافي لدفع ما عليَّ مرة واحدة، إلا بتقسيم المبلغ. وأنا الآن أقوم بحفظ كتاب الله، وعلمت أن من قام بمعصية يتسبب هذا له في النسيان، وأن دعوة من أخذ المال من الناس لا تجاب. فماذا أفعل؟ هل أتوقف عن الحفظ بسبب ما فعلت؟ وهل أنا مذنبة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا تتوقفي عن حفظ القرآن، وسائر الأعمال الصالحة، فهذا مسلك خاطئ، وربما يكون من مكائد الشيطان، ولكن عليك التوبة إلى الله تعالى من عدم دفع الحقّ إلى أهله، وإذا تبت إلى الله، وعزمت على رد الحقّ لأهله عند القدرة عليه، فتوبتك صحيحة، ولست مذنبة في هذه الحال. وانظري الفتوى: 63906.

والتائب لا يعاقب على ذنبه الذي تاب منه في الدنيا، ولا في الآخرة، قال ابن تيمية –رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة لا شرعا ولا قدرًا... انتهى.

بل التائب حبيب إلى الله، فهو أحرى بالتوفيق والإعانة على الخير، فأبشري خيرًا، وأحسني ظنّك بربك، واجتهدي في تحقيق التوبة، ورد الحقّ لأهله حسب استطاعتك، واجتهدي في حفظ القرآن، والعمل به، وسوف تحلّ عليك بركة القرآن بإذن الله في كل شئونك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني