الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اللعب بلعبة بها مخالفات شرعية يمكن تجنبها

السؤال

لدي سي دي، شريط لعبة، واللعبة ثمنها تقريبًا ٣٠٠ ريال، وتوجد بها موسيقى، والموسيقى يمكن إزالتها، وغيرها من الأفعال المنكرة، ويمكن تجنبها في اللعبة، ويمكنني كلاعب إزالة الموسيقى والأفعال الأخرى. فهل يجوز لي شراء اللعبة؟ وهل النقود التي دفعتها من أجل اللعبة لا بأس بها؟ وأيضا أخي الأكبر أعجبته اللعبة، ودفع لي ١٥٠ ريالاً، ويقول: إن اللعبة جميلة، وتستحق المبلغ. فهل المال الذي أعطاني إياه لا بأس به؟ وإذا كان لا يجوز، فهل أتصدق به؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنقول: أولاً ينبغي للمسلم عموماً، والشاب خصوصاً أن يشغل وقته بما يعود عليه وعلى أمته بالخير العاجل والآجل، ولا بأس بالترويح عن نفسه بما هو مباح، وينبغي أن يكون باعتدال، ولا ينهمك في ذلك انهماكاً يصل إلى درجة الإدمان، يؤدي إلى ضياع الأوقات في غير فائدة، ناهيك أن يؤدي ذلك إلى التفريط في الواجبات والحقوق.

وبخصوص شراء اللعبة، فإن كان أساس مضمونها مباحاً، وفيها بعض المخالفات الشرعية التي ليست هي المقصودة بالأصالة، وكان بإمكانك تجنب هذه المخالفات الشرعية بإزالتها من اللعبة، أو إخفائها، فلا حرج حينئذ في شرائها، واللعب بها وفق الضوابط الشرعية، وكذلك لا حرج في تمكين أخيك أو غيره من اللعب بها، وفق ما ذكرناه كذلك، وراجع للفائدة الفتويين: 339394، 388141.

وأما المبلغ الذي أعطاك إياه أخوك، فلم تبين لنا ما هو غرضه من إعطائه لك، هل هو مشاركة منه في ثمن اللعبة، أو مكافأة لك إذ مكنته من اللعب معك بها، أم غير ذلك؟ وعلى كل، إذا جاز لك تمكينه من اللعب بها، فلا حرج عليك أن تأخذ منه ذلك المبلغ مقابل التمكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني