الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأم العفو عن الابن الذي دفعها ودعاؤها عليه

السؤال

حصل موقف بين زوجتي وأمّي، وقمت بالتعدي على أمّي بدفعها دفعة بسيطة، وكنت غاضبًا جدًّا؛ بسبب مرض القولون، وكان سبب الخلاف أن لي بيتًا أسكن به وحدي، فأتت أمّي إلى البيت، وصاحت على زوجتي حال وجودي دون سبب، وطردتني من البيت، وأنا الآن نادم على ما فعلت، وتنازلت عن البيت لها، وهي الآن تدعو عليّ، بأن لا يرزقني الله مالًا، ولا ذرية صالحة، وأنا أريد أن أتسامحني، ولكنها رافضة، فهل دعوتها سوف تصيبني؟ مع العلم أنني نادم على ما فعلت، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولاً: أن المشاكل بين الزوجة وأم الزوج مما يحدث كثيرًا.

ومن المناسب أن يُرْشَدَ الزوجان إلى أن يكون بينهما تفاهم حول هذا الأمر، وأن يتحريا الحكمة، بحيث يفوّتان الفرصة على الشيطان في الوقيعة بين الزوجة وأمّ الزوج.

ومن الوسائل لتحقيق الألفة: أسلوب التهادي؛ فإنه جالب للمحبة، ومذهب للضغينة، روى الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تهادوا، فإن الهدية تذهب وحر الصدر... الحديث.

وما قمت به من دفعك لأمّك، أمر منكر، ونوع من العقوق، تأثم به.

وتجب عليك التوبة منه، إلا إذا قمت بهذا التصرف، وأنت في حالة بحيث لا تعي ما تفعل؛ لأن الغضب لا ينتفي معه التكليف، إلا إذا فقد صاحبه الوعي، وراجع الفتوى: 35727.

وقد أحسنت بطلبك المسامحة منها، واجتهد في محاولة كسب رضاها بالدعاء، والاستعانة عليها بالمقربين منها.

ونرجو أن لا يستجيب الله عز وجل دعاءها عليك ما دمت تائبًا، وساعيًا في إرضائها. ولمزيد الفائدة انظر الفتوى: 175383.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني