الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على المرأة الموازنة بين مصلحة البقاء مع الزوج الذي لا يعدل وبين طلب الطلاق

السؤال

في 2013 كان عمري 30 سنة، فتزوجت رجلًا متزوجًا، عنده طفل، وظل سنتين يعطيني أقراص منع الحمل حتى نستمتع بحياتنا في أول الزواج، وبعد الزواج بشهرين انتهت إجازة الصيف، وسافر للسعودية للعمل، وظل يغيب من6 إلى 9 أشهر في كل سنة، وحين يأخذ الإجازة يظل الصراع بيننا وبين أمّه وعائلته وبيته الثاني.
وفي أثناء إجازته معي تظل أمّه تفعل أيَّ شيء حتى يقطع الإجازة، ويسافر إليها، ويظلّ مع زوجته الأولى، وسار الأمر على مدار ثلاث سنوات بنفس الشكل، وأنا مع التوتر النفسي لم يرزقني الله بالحمل، وفي 2015 صارت مشاكل كثيرة مع الزوجة الأولى؛ بسبب خيانتها له، ونزل، وعرف القصة، ثم عفا عنها، ومارس معها حياته الزوجية.
وفي هذه الأثناء لم أحتمل شكل الحياة، ولا رفض الأهل لي، واتفقت معه أن يطلّقني، فأنا لم أنجب، وهي عندها ولد، فرفض، وقال لي: إنه لا يريدها أبدًا، وسيطلقها هي، ومرت خمس سنوات، وهو يقسم لي كل يوم أنه سوف يتركها، ولكنه دائم السفر، ولا يأخذ إجازة إلا شهرين أو ثلاثة، ثم وقفت أقراص منع الحمل، فقدر الله أن أحمل في 2016، ولم يشأ الله أن يتمم حملي.
وكان يقول لي: إنه لا يريدها، وإنه مقاطعها، وإنه في أقرب وقت سوف يتخلص من هذه الحياة التي لا يريدها، ولكن تبين لي الآن أنه عنده بنت منها من مواليد 2017، وأنا الآن عندي صدمة فظيعة، وأحس بالظلم الرهيب، وأنه لم يعطني فرصة حتى أنجب طفلًا، فهو دائم السفر.
وزوجي سافر في 2017، وإلى اليوم لم ينزل إجازة منذ ثلاث سنوات، وحياتي متوقفة، ثم اكتشفت الغدر، وأن الحياة التي حرمني منها وهبها لزوجته الأولى التي أجبر على الزواج بها، ولا يحبها، ولكنه يعاملها لوجه الله تعالى، وأنا من ناحيتي لا أؤذيهم بأي شيء أبدًا، فعلاقتي بهم مقطوعة، ولكن أمّه تسانده، وظلمتني كثيرًا، وأخذت مني زوجي كثيرًا أيام إجازته عندي، فهي تتفنن في أيِّ شيء يخرب حياتي، بل طلبت منه أن يطلقني.
سؤال لفضيلتكم، وأرجو سرعة الإجابة؛ لأنني أموت ألف مرة في اليوم، وأنا الآن أرى أن حياتي ضاعت، وأنهم كلهم ظلموني، وحرموني من حقي الطبيعي في الحياة، حتى وصلت إلى سن 37 سنة، وقلبي مكسور، ويتألم أشد الألم، وكل شيء ضحّيت به لأجل زوجي ضاع، وأشعر أن قلبي يتمزق، وعقلي لا يتوقف أبدًا، وعيوني دائمة البكاء، وأشعر بمرارة أنه وهبها حياة جديدة، وأن تصير أمًّا للمرة الثانية، وأنا حرمني من أبسط حقوقي، فما الحل؟ وكيف أسامحه وأغفر له وسنين عمري ضاعت في وحدة وحزن؟ وكيف أسامحه وقلبي مكسور، مع شعوري بالغدر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرّج همّك، ويشرح صدرك، ويهديك لأرشد أمرك، ويصلح لك زوجك، ويرزقك منه الذرية الصالحة.

ونرجو أن تهوّني عليك الأمر، ولا تدعي وساوس الشيطان تفسد عليك حياتك، وتملأ قلبك يأسًا، وحزنًا، وتوهمك أنّ عمرك ضاع، وأنّ عيشك كله حرمان.

فاستعيذي بالله تعالى من الشيطان، وأقبلي على ربك بقلبك، وتوكلي عليه، وأحسني الظن به.

وتفكري في نعم الله عليك، وما ساقه إليك من الخير، وصرفه عنك من الشر، وما فضلك به على غيرك، مما لا يعد، ولا يحصى، ولا يقايس بما زواه عنك ابتلاءً، فهو سبحانه يجري أقداره على عبده بحكمته، ورحمته، وهو أرحم بالإنسان من أمّه وأبيه، وأعلم بمصالحه من كل من سواه.

وننصحك أن تتفاهمي مع زوجك حتى يوفيك حقّك، ويعدل بينك وبين زوجته الأولى قدر استطاعته.

وإذا لم يقم بذلك؛ فينبغي أن توازني بين بقائك معه على تلك الحال، وبين مفارقته بطلاق، أو خلع، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.

ونوصيك بكثرة ذكر الله تعالى، واستغفاره، ودعائه، فإنه قريب مجيب.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني