الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لدينا مشكلة، ونريد منكم النصح والإرشاد، لقد كان عمل والدي جيدا، والأمور تمام -الحمد لله- ولكن أصبح عمل أبي قليلا خلال السنة الماضية؛ حيث إنه يعمل في تجارة مواد البناء، فأصبح البيع قليلا، وتراكمت على أبي أقساط السيارة، وقاموا بسحبها، وتسجيل غرامات مالية إضافية علينا، وأيضا أقساط المدارس لإخوتي تراكمت، ولا نستطيع نقلهم إلى المدارس الحكومية بسبب أن الملف بأيدي المدرسة الخاصة، ويريدون المال، وأنا ما زلت أدرس في الجامعة، وهذه آخر سنة لي، ونحن من سوريا، ونعيش في إحدى الدول الخليجية، وأصبحنا دائما في قلق حيث الخوف الدائم من أن نصبح في النهاية بالشارع، كنت أحاول أن أقنع أبي أن يبحث عن عمل آخر، لكني أشعر أنه لا يريد، ويريد فقط أن ينتظر أحد المشروعات الكبرى كي تشتري منه البضائع الخاصة بالبناء؛ حيث أبي ما زال متعلقا أن تفرج علينا من خلال أحد المشاريع الكبيرة الموعود فيها، ولكن لا يوجد شيء واضح، فنريد منكم النصح ماذا نفعل كي نخرج من أزمتنا؟ هل ترجع أمي وإخوتي إلى سوريا مثلا كحل لتقليل المصاريف التي علينا هنا؟ أم ننتظر الفرج، وأن الرزق على الله، وأنه في أيِّ لحظة من الممكن أن تأتي أي صفقة لوالدي وتساعدنا ؟
أرجو أن تساعدونا في أيِّ حل؛ لأننا تعبنا، وأصبحنا نخاف أن تأتي الشرطة، وتلقي القبض علينا بسبب عدم تسديد الأقساط، وإيجار المنزل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم، وأن ييسر أمركم، وأن يوسع عليكم، ويغنيكم من فضله.

وأما ما سألت عنه، فالمشورة فيه تختلف بحسب اختلاف الأحوال وتفاصيلها! ونحن لا ندري هذه التفاصيل، سواء في بلد إقامتكم أو في بلدكم الأصلي. وعلى أية حال فإن الأخذ بأسباب السلامة، وإغفال الاحتمالات الضعيفة التي لا تتوفر لها مقومات الحصول: أمر مطلوب. كما أن الاكتفاء بالقوت وعيش الكفاف في المطعم والمسكن والملبس والدراسة وغير ذلك، خير للمرء من تحمل الديون وما يترتب عليها، وضيق الرزق يعالج بالرضا بالأقل من متاع الحياة الدنيا حتى يأتي الفرج.

قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال المروذي: سمعت أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - يقول: ما أعدل بفضل الفقر شيئا، أتدري إذا سألك أهلك حاجة لا تقدر عليها أي شيء لك من الأجر ؟ ما قل من الدنيا كان أقل للحساب.
وقال المروذي: سمعت أحمد يقول: إن لكل شيء كرما، وكرم القلب الرضا عن الله تعالى، سمعت أبا عبد الله يقول لشجاع بن مخلد: يا أبا الفضل؛ إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. اهـ.

وقد سبق لنا بيان بعض أسباب زيادة الرزق، وبعض النصائح لمن ضاق عليه الرزق، فراجع الفتاوى: 6121، 7768، 112334.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني