الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا على من نوى الذهاب للعمرة ولبس ملابس الإحرام ثم لم يذهب؟

السؤال

نوينا الذهاب إلى مكة للعمرة من أبها لجدة بالطائرة، ولبسنا ملابس الإحرام، ولكن لم نستطع الذهاب بسبب مشكلة في الحجز خارجة عن إرادتنا. فهل علينا شيء؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المقصود أنكم قد نويتم العمرة من غير نية الدخول في النسك, فإن الإحرام بالعمرة لم يحصل أصلا. فإن الإحرام هو نية دخول النسك، وهو واجب عند الميقات، ويصح قبله عند جمهور أهل العلم، وإن كان خلاف الأفضل، كما سبق بيانه في الفتوى: 119804.

أما إذا كنتم قد نويتم الدخول في نسك العمرة, فيتعين عليكم إكمالها, ولا يجوز فسخها؛ لقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196]. وراجعي المزيد في الفتوى: 135038.

فالواجب عليكم الآن الكف عن محظورات الإحرام من لبس المخيط, والتطيب, وغير ذلك حتى تذهبوا إلى مكة, وتقوموا بأداء العمرة.

وما أقدمتم عليه من محظورات الإحرام قبل التحلل من هذه العمرة: فما كان منه من قبيل الإتلاف ـ كقص الشعر وتقليم الأظافرـ ففي كل جنس منه فدية واحدة. وما كان من قبيل الترفه كلبس المخيط واستعمال الطيب: فلا شيء فيه على فاعله جهلا. وراجعي في ذلك الفتوى: 14023.

وإن حصل جماع جهلا، فلا تفسد به العمرة عند كثير من أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى: 15047.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني