السؤال
أنا أعمل في سوبر ماركت، أعمل على الكاشير، وقد قمت بسرقة أموال على فترات متراوحة، لا أعلم كم تكون هذه الأموال ولا مقدارها. وأنا نادم على ما فعلت، وأريد التوبة بشدة لشعوري بالذنب الشديد، ولا أستطيع أن أخبر صاحب العمل عن ذلك؛ حتى لا أخسر عملي، ولا أعرف إذا كان سيقبل هذا أم لا، وأخشى من الفضيحة. فهل من الممكن أن أرجع المال، ولكني لا أعلم مقداره حتى ولو بالحرز. هل من الممكن أن أعمل عدد ساعات إضافية بدون أن آخذ على هذه الساعات الإضافية أجرا؟ وبذلك أسدد المال، وكيف أحسب الساعات بمعنى كم تساوي في الشرع حتى أنتهي من سداد ذلك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يمحو حوبتك.
والتحلل من حقوق الخلق المادية يكون برد الحقوق إليهم، أو عفوهم ومسامحتهم بها.
والواجب أن يصل الحق إلى أصحابه بأي طريق، ولا يلزم الشخص أن يوصله لهم بنفسه، ولا أن يخبرهم بما صنع.
وللمرء كذلك أن يطلب العفو والصفح من الذين أخذ أموالهم، ولو دون أن يخبرهم بنفسه - كأن يرسل لهم رسالة بأن شخصا سرق منهم ويطلبهم العفو -، فإن سامحوا فقد برئت الذمة بذلك أيضا. وراجع في بيان ما تقدم الفتويين: 270721، 373636.
وأما قدر ما يجب عليك رده: فإنك تجتهد وتحتاط وتقدر ذلك بما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، قال الرحيباني في مطالب أولي النهى: وإن كان المختلط دراهم جهل قدرها، وعلم مالكها؛ فيرد إليه مقدارا يغلب على الظن البراءة به منه. اهـ.
وأما قيامك بالعمل ساعات إضافية مجانية مقابل الأموال التي أخذتها: فالظاهر أنه لا يكفي، فقد تكون جهة العمل في غنى عن عملك تلك الساعات، بدفعها أجرة لموظفين آخرين يعملون في الوقت نفسه.
وأسلم من هذا: أن تعمل وتأخذ الراتب، ثم ترده إلى جهة العمل بطريقة غير مباشرة، وعملك (كاشير) يسهل عليك رد الأموال لجهة العمل دون علمها.
وراجع للفائدة الفتويين: 376261، 307129.
والله أعلم.