السؤال
أنا متزوج، وعندي تعثرات مادية: فمرة أخذت قرضًا من البنك العربي على اسم صاحبي، وفترة سداده خمس سنين، وتعثرت، وأخدت أيضًا قرضًا على اسم أمّي، وكنت دون عمل، وليس عندي دخل، وكان لا بد أن آخذ قروضًا حتى أسدد ديوني، والآن أصبحت أعمل، وعندي دخل، لكني لا أستطيع أن أسدد كل شيء، وأسدد الدين الذي باسم صاحبي، لكن أمّي تدفع عني الذي باسمها، ومجموع الدفع 950 كل شهر، وعندي قرض إسلامي لبيتي، أي: ما يعادل ال 1400، واكتشفت أن عندي أيضًا دينًا بحدود ال 20 ألفًا. هذه القصة.
آمن حل وصلت له، أن آخذ قرضًا من البنك لمدة أطول، وأسدد كل ديوني، وكل قروضي الشخصية، لكنها ليست على اسمي، وأنتهي من هذه الديون، مع العلم أن القرض الذي سآخذه كله لسداد الديون، مع العلم أنه كان هناك جزء من القروض لمترفات الحياة، وأنا الآن أنوي أن آخذ القرض، وأسدد كل ديوني، وأنتهي من كلام الناس في هذا الموضوع؛ فالدّين سبب لي نكسة نفسية، وتعبًا، وإرهاقًا، وتشتتًا، فهل يجوز الإقدام على هذه الخطوة لما شرحته؟ أو ألجأ لحل آخر بأن آخذ من بنك إسلامي لكي أشتري سيارة وأبيعها، وآخذ ثمنها وأسدد للبنك؟ مع العلم أن البنك الربوي مدته أطول وأريح، وأنا مقدم على هذه الخطوة، وغير مرتاح، فأرجو النصيحة.
ملاحظة: حاولت كثيرًا أن أقترض من ناس وأقسّط، لكن لا أحد يساعد أحدًا في هذه الأيام.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما الاقتراض بالربا، فلا يجوز. ونية سداد الديون لا تبيح الإقدام على الربا, وفي الحديث: لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم.
وعلى كل؛ فهذه الديون ما قدرت على سداده منها، فسدده، وما لم تقدر عليه الآن، فعلى أصحابه أن ينظروك إلى حين ميسرة، كما قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ {البقرة:280}، لكن إن أمكنك الدخول في معاملة تمويلية مع أحد البنوك الإسلامية التي تراعي الضوابط الشرعية في معاملاتها، فلا حرج عليك حينئذ، كأن تدخل معها في تورق بأن يشتري البنك سيارة، ثم يبيعك إياها بثمن مقسط، فإذا باعك إياها، بعتها أنت في السوق، وانتفعت بثمنها في سداد دينك، أو غيره.
ونوصيك أن تلجأ إلى الله، فهو القائل جلّ وعلا: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].
وأن تكثر من التوبة، والاستغفار، قال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود.
وأن تكثر من الدعاء، لا سيما ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار، يُقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أُمامة، مالي أرَاك جالِسًا في المسجد في غير وقت صلاة؟ قال: هموم لزمتني، وديون -يا رسول الله-، قال: أفلا أُعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همَّك، وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى -يا رسول الله-، قال: قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلتُ ذلك، فأذهب الله تعالى همّي، وقضى عني ديني.
والله أعلم.