الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا بنت عمري عشرون سنة، عندي مشكلة وهي وسواس نزول المني أو المذي؛ لأنني عندما أذهب إلى النوم تأتيني شهوة -والعياذ بالله- وأقوم بالتفكير، وأعمل العادة السرية، لكن دون استعمال شيء لإدخاله - بالتفكير فقط-، وعندما أنتهي أحسّ بخروج شيء -مني أو مذي-، ولا أذهب وأكشف، وأنام، ولديَّ وسواس وخوف من أن فراشي أصابه شيء من المذي، أو المني، ومع أني لم أرَ السائل على فراشي، فقد قمت بسكب الماء على فراشي، ومع ذلك أوسوس أنني لم أُصِب الجزء الذي أصابه المذي، أريد إجابة سريعة -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك تطهير شيء من الفراش لمجرد الشك المذكور.

واحذري من الوقوع في الاستمناء باليد، أو غيرها؛ فإنّه محرم، لكن إذا كنت تستمنين بمجرد التفكير فقط، فهذا وإن كان غير محرم، لكن البعد عنه أفضل بلا ريب، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: ولو طلب استخراج المني بغير استمناء اليد، فهل يجوز أو لا؟

الجواب: لا يجوز؛ لأن العلة واحدة، سواء كان ذلك باليد، أو بأي وسيلة، لكن لو فكّر فأنزل، فليس عليه شيء، لكنه لا يفكر في امرأة معينة؛ لأن التفكير في امرأة معينة سبب للفتنة؛ لأنه مع تفكيره فيها ربما يملي له الشيطان، فيتصل بها، أو تتعلق نفسه بها.

أما إذا فكر في هذا العمل مطلقًا، فيتصور كأنه يجامع امرأة مثلًا، وحصل إنزال، فلا بأس به، مع أننا ننصح بعدم التعرض له؛ لأن الشيء الذي ليس بطبيعي الغالب أنه يُحدِث من الضرر أكثر مما يكون فيه من النفع. انتهى.

وإذا حصل خروج المني بالاستمناء، أو الاحتلام؛ فعليك الاغتسال، وراجعي الفتوى: 128091.

وننصحك بالإعراض عن الوساوس كلها، وعدم الالتفات إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني