الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطلاق ليس هو الحل الأمثل في الغالب

السؤال

أنا امرأة متزوجة من رجل معدد، وأنا زوجته الرابعة، وأغار كثيرا، ودائما أسبب له مشاكل عصبية بسبب غيرتي الزائدة. وكل تصرف يصدر مني، ولو كان بسيطا، يأتي يوبخني، ويرفع صوته، ويسب، ويشتم. وأنا لا أقدر على هذه الحياة المليئة بتعب الأعصاب، وبدأت أفكر في الطلاق.
فهل يجوز لي طلب الطلاق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فابتداء نقول بما أنك تعرفين أن غيرتك وعصبيتك هي السبب فيما يحدث، فوصيتنا لك أن تجتهدي، وتجاهدي نفسك في أن لا يترتب على ذلك مثل هذه التصرفات التي قد تستثير زوجك، وتؤدي به إلى ما ذكرت من التوبيخ ورفع الصوت والسب والشتم.

ولعلك إذا استعنت بالله، واستعذت به من الشيطان الرجيم أن يحفظك، ويقيك شر نفسك، وسيء عملك، وإذا تكلفت الحلم والصبر صارا لك سجية، ثبت في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. وفي الحديث الذي رواه الطبراني أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير.

وإن كنت متضررة من البقاء مع زوجك، فمن حقك طلب الطلاق، ولكن لا تعجلي إليه، فالمصلحة قد لا تكون دائما في طلب الطلاق، فكم من رجل أو امرأة تسرع إليه في لحظة انفعال، ثم ندم بعد ذلك حيث لا ينفع الندم.

وراجعي الفتوى: 37112. ففيها بيان مسوغات طلب الطلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني