السؤال
قصة الأعرابي الذي قال لامرأته أنت طالق حتى حين. وذهب إلى أبي بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، وكل منهم قال له فتوى في معنى كلمة (حين). وبعد ذهابه للرسول قال: خذ بفتوى علي، فإنها أيسرها، وقال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.
ما صحة هذه القصة؟ وهل الحديث صحيح أم ضعيف؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
هذه القصة لا أصل لها في شيء من كتب السنة، سئل عنها الشيخ عبد الرحمن السحيم فقال في جوابه: لم أرَ مَن ذكرها، ولا حتى في كُتب الفقه، مع أن بعض الفقهاء يُورِد ما صحّ وما لم يصحّ. اهـ. وذكر أنها قد تكون من وضع بعض أهل البدع للإزراء بالخلفاء الثلاثة، والحط من قدرهم.
وسئلت عنها دائرة الإفتاء بالأردن فكان جوابها: لم نقف على قصة الصحابي المشار إليها في السؤال، ولم نجد لها أثرًا في كتب السنة. اهـ
وأما الحكم الشرعي: فمن قال لزوجته: "أنت طالق إلى حين"؛ طلقت بعد مرور لحظة من الزمان.
يقول الخطيب الشربيني -رحمه الله: لو قال لها: أنت طالق إلى حين، أو إلى زمان، أي بعد كل منهما، أو بعد حين أو زمان؛ طلقت بمضي لحظة؛ لأن ذلك يقع على المدة الطويلة والقصيرة، قال تعالى: (حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) الروم/17. انتهى [مغني المحتاج 3/ 332].
والله أعلم.