الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأم الزانية

السؤال

أخي اكتشف أن أمي تزني مع أحد أقربائها، وكانا متلبسين. وقد تركت البيت ورحلت عنا، وأخي لم يخبرنا بالموضوع إلا بعد حوالي شهرين.
وكنا نزورها، لكن لما عرفنا بالموضوع، قاطعناها نهائيا لحد الآن.
لا أعرف ماذا أفعل؟ بصراحة أتمنى أن أراها، لكن هذا الشيء يمنعني من أن أذهب إليها، أو أتواصل معها بأي شكل من الأشكال؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ثبت أن أمكم قد وقعت في الزنا، فلا شك في أنها بذلك تكون قد وقعت في ذنب عظيم، وأساءت أبلغ إساءة، وسبق وأن بينا كيفية التعامل مع الأم الزانية، فراجع لزاما الفتاوى: 15647، 2091، 40775.
ولا يجوز لكم مقاطعة أمكم، بل تجب عليكم صلتها وبرها والإحسان إليها.

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: مسألة: في امرأة متزوجة بزوج كامل، ولها أولاد، فتعلقت بشخص من الأطراف، أقامت معه على الفجور، فلما ظهر أمرها، سعت في مفارقة الزوج، فهل بقي لها حق على أولادها بعد هذا الفعل؟ وهل عليهم إثم في قطعها؟ وهل يجوز لمن تحقق ذلك منها قتلها سرًّا؟ وإن فعل ذلك غيره يأثم؟

الجواب: الحمد لله، الواجب على أولادها، وعصبتها أن يمنعوها من المحرمات، فإن لم تمتنع إلا بالحبس حبسوها، وإن احتاجت إلى القيد قيدوها، وما ينبغي للولد أن يضرب أمه.

وأما برها، فليس لهم أن يمنعوها برها، ولا يجوز لهم مقاطعتها بحيث تتمكن بذلك من السوء، بل يمنعوها بحسب قدرتهم، وإن احتاجت إلى رزق وكسوة، رزقوها وكسوها.

ولا يجوز لهم إقامة الحد عليها بقتل، ولا غيره، وعليهم الإثم في ذلك. اهـ.

فتبين بهذا أن من أعظم الإحسان لهذه الأم العمل على صيانتها والحيلولة بينها وبين اقتراف الفاحشة، فلا تتركوها بعيدا عنكم، فربما كان هذا البعد معينا لها على الاستمرار على ما هي فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني