الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتفاع بالمساعدات من الضرائب التي كانت تدفع من عمل سابق محرم

السؤال

كنت أعمل في متجر، وعلمت أن بعض المنتجات يدخل في صنعها الخنزير، فتركته، وفي الوقت الذي كنت أبحث فيه عن عمل جاءت الأزمة، وقدّمت لمساعدات الدولة، وتم قبولي بدفع ربع الراتب الذي كنت أحصل عليه، علمًا أنه من الممنوع أن تحصل على المساعدات، إلا إذا كنت قد عملت فترة معينة، وكنت تحصل على دخل طول تلك الفترة، وقدمت ضرائب بها، وكانت ضرائبي من عملي ذلك، علمًا أن تقديم الضرائب لذوي الدخل المنخفض شكلي فقط؛ لاسترداد المال الذي اقتطعته الدولة طوال السنة، فهل هذا حلال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت المعلومات والوثائق التي قدمت للجهة التي تعطي المنحة، وتقدم المساعدة صحيحة، لا تزوير فيها، ولا تحايل؛ فلا حرج عليك في الانتفاع بما يعطونك، وكونه من الضرائب التي كنت تؤديها من عملك السابق، فهذا لا يمنع من الانتفاع بتلك المساعدة.

وأما التحايل والخديعة للاستيلاء على ما لا يحق للشخص: فهذا لا يجوز لما فيه من المكر، والغش المحرم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشّنا، فليس منّا، والمكر والخداع في النار. رواه الطبراني، وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، وبعضه في صحيح مسلم.

وعلى المسلمين المقيمين في ديار الغرب أن يكونوا مثالًا وقدوة حسنة في الوفاء بالعهد، والالتزام بالشرط الذي لا يخالف الشرع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني