الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سجود المسلم في صلاته لله تعالى وحده وليس لذات الكعبة

السؤال

عندي شبهة، وقد بحثت في النت، ولم أجد إجابة تزيلها. هل نسجد لله في الصلاة مباشرة، أم نسجد للكعبة ذاتها؟ أي أن السجود في الصلاة والركوع والقيام والصلاة كلها لمن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن سجود المسلم في صلاته إنما هو لله تعالى وحده، وليس لذات الكعبة، فالكعبة ليست إلا جهة أمر الله تعالى المصلي أن يتوجه إليها، وليس في سجوده أو ركوعه فقط، بل وفي قيامه وجلوسه أيضًا.

فالتوجه إنما هو امتثال لأمر الله تعالى، وليس لذات الجهة.

فإذا كان في مكان لا يعرف فيه جهة القبلة، أو كان يعرفه ولكنه عجز عن التوجه إليه، فإنه يصلى إلى أي جهة، بل قد رخص الشرع للمسافر أن يصلى النوافل على راحلته حيث توجهت، فعن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، يومئ إيماء صلاة الليل إلا الفرائض، ويوتر على راحلته. رواه البخاري ومسلم.

ثم لا يخفى أن المسلمين كانوا يصلون بعد الهجرة إلى بيت المقدس بأمر من الله تعالى، ثم إن الله عز وجل أمرهم بالتوجه بعد ذلك إلى الكعبة، وفي كلا الحالين إنما نتوجه حيث يوجّهنا الله تعالى، وليس للجهة ذاتها، قال تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة:142]، وقد قال قبل ذلك: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:115]، قال السعدي في تفسيره: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} وجوهكم من الجهات، إذا كان توليكم إياها بأمره، إما أن يأمركم باستقبال الكعبة بعد أن كنتم مأمورين باستقبال بيت المقدس، أو تؤمرون بالصلاة في السفر على الراحلة ونحوها، فإن القبلة حيثما توجه العبد.

أو تشتبه القبلة، فيتحرى الصلاة إليها، ثم يتبين له الخطأ، أو يكون معذورًا بصلب، أو مرض، ونحو ذلك، فهذه الأمور، إما أن يكون العبد فيها معذورًا أو مأمورًا. وبكل حال، فما استقبل جهة من الجهات، خارجة عن ملك ربه. اهـ.

ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتاوى: 244429، 103086، 136102.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني