السؤال
أنا فتاة عمري 17 عامًا، أُعاني من وسواس الموت (الفوبيا منه). مشكلتي والتي يُعاني منها الكثير ممن هم بعمري خصوصًا الفتيات، أننا نستهدف رؤية العلاقات الشاذة، ولكن دون العمل بها، فقط من باب الترويح عن النفس، وكأغلب الناس الذين يبحثون عن المُتعة فنحنُ (الفئة التي تم ذكرها سابقًا) نُشاهد القصص المصورة عن ذلك، وحتى بعضنا قرأ روايات أو حتى مسلسلات كاملة (طرحت الموضوع بأكبر توسع ممكن ليستفيد منه غيري بهذه الحالة)، أنا لا أُجاهر به، ولا أستميل؛ لأن أصبح هكذا، والأعجب أنني أتلو القرآن وأصلي الصلاة بوقتها، وأذكر الأذكار وأقوم الليل، بل الأكثر أنني متأكدة أنني لن أطول في هذا الاستهواء (متابعة تلك الأمور).
سؤالي الذي أتمنى الإجابة عليه: هل زوجة لوط -عليه السلام- كانت مثلنا وعذبت؟ وهل هذا يعني أن لنا نفس المصير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أسميته برؤية العلاقات الشاذة، أمر لا يجوز ولو كان على سبيل المتعة والترويح عن النفس، بل ولو كان ذلك لمجرد الفضول؛ لأنه ذريعة للوقوع في اللواط المتمثل في استغناء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء.
تلك الفاحشة القبيحة التي ابتلي بها قوم لوط عليه السلام، وكانت سببا لهلاكهم، كما حكى الله عنهم في كتابه، ويمكنك مطالعة الفتوى: 259972.
والواجب سد الذرائع كما جاء بذلك الشرع الحكيم، وكل ما أدى للحرام فهو حرام، وانظري لمزيد الفائدة، الفتوى: 51407.
وكونك لا تجاهرين بذلك، ولا رغبة لك في ممارسة ذلك، لا يسوغ لك أن تفعلي ما تفعلين، فالواجب التوبة من ذلك، ولمعرفة شروط التوبة، راجعي الفتوى: 29785.
وما تقومين به من هذه الأعمال الصالحة، ينبغي أن يكون مانعا لك من رؤية هذه المشاهد، وينبغي أن تشغلي وقتك بما ينفع من مصالح الدنيا والآخرة، فوقت المؤمن والمؤمنة أغلى من أن يشغله بسفاسف الأمور وأسباب الفتنة.
ونوصيك بالتوجه لله عز وجل بالدعاء، وسؤاله أن يعافيك من الوساوس المتعلقة بالموت، وأن يرزقك السير في طريق الاستقامة، ويجنبك الفتن وأسبابها.
وننبه إلى أن تذكر الموت قد أرشد إليه الشرع، فهو في أصله أمر محمود، وهو واحد من المعينات على سلوك سبيل الصالحين والصالحات، وعلى المرء أن يحذر من أن يصبح ذلك نوعا من المرض، قد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه، وراجعي الفتوى: 286168.
وهذا الفعل الذي تفعلينه كما سلف بيانه أمر محرم، ولكنه لا يصل لدرجة ما كانت تفعله امرأة لوط عليه السلام، فقد كانت مع كفرها تدل قوم لوط على أضيافه، كما ذكر أهل التفسير، وأن هذا كانت خيانة منها له، كما قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {التحريم:10}.
قال الطبري في تفسيره: فخانتاهما قال: أما إنه لم يكن الزنا، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون، وكانت هذه تدل على الأضياف. اهـ.
والله أعلم.