الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبي المميز وغير المميز في مس المصحف

السؤال

هل يمكن للصبي الذي مازال يبول في فراشه أن يحمل المصحف الشريف ليحفظ به آيات القرآن الكريم رغم أنه متبول.
جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أجاز المالكية والشافعية مس المصحف للصبي لغرض التعلم والحفظ. قال خليل وهو يعدد حالات جواز مس المصحف من غير طهارة: ولوح لمعلم ومتعلم، وإن حائضا، وجزء لمتعلم وإن بلغ. قال الخرشي في شرحه: أي وجاز مس جزء لتعلم صبي ولو بلغ، والمراد بالجزء ما قابل الكامل، لكن جزء له بال، ثم إن المعتمد أن للمتعلم مس الكامل، لأن ابن بشير حكى الاتفاق على جواز مس الكامل. انتهى. وقال النووي في "المجموع": وأما الصبي فإن كان غير مميز لم يجز لوليه تمكينه من المصحف لئلا ينتهكه، وإن كان مميزا فهل يجب على الولي والمعلم تكليفه الطهارة لحمل المصحف واللوح ومسهما؟ فيه وجهان مشهوران، أصحهما عند الأصحاب: لا يجب للمشقة، ونقله الماوردي عن أكثر الأصحاب. اهـ. فالخلاصة أنه إن كان دون سن التمييز فلا يجوز تمكينه من المصحف حتى لا يعبث به ويتلفه، وإن كان مميزا، فلا بأس بذلك، هذا ما لم يعلم أن الصبي سيباشر المصحف بعضو متنجس. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني