السؤال
في بعض الأحيان عندما أذهب لشراء شيء ما من أحد الأفراد، فإنني أجده سعيدًا مسرورًا؛ لأنني اشتريت منه، وفي بعض الأحيان يدعو لي، فإذا نويت وأنا ذاهب للشراء من أيّ محل إدخال السرور عليه، فهل أثاب على هذه النية؟ مع العلم أنني في كل الأحيان سوف أشتري، وما النوايا الحسنة الأخرى التي أنويها وأنا ذاهب للشراء؟ جزاكم الله عز وجل خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتجارة النيات من خير ما يعنى به ذوو الألباب.
ومن ثَمَّ؛ فإن حرصك على أن تؤجر بعمل هو في الأصل مباح -بأن تستحضر نية صالحة-، هو عمل حسن، وفيه خير كثير، فنيتك أن تدخل السرور على هذا البائع نية صالحة تثاب عليها -إن شاء الله-، وكذا نيتك أن تنتفع بما تشتريه فيما شرعه الله عز وجل -سواء كان مأكولًا، أم مشروبًا، أم ملبوسًا- وتتقوى به على طاعة الله تعالى، ونحو ذلك.
وبالجملة؛ فهذا النوع من استحضار النيات هو ما يسميه بعض العلماء تجارة الأكياس الفطناء، وقد روى البخاري عن معاذ -رضي الله عنه- قوله: إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
وقد شرحنا هذا المعنى في فتاوى كثيرة، انظر منها الفتويين التاليتين: 332143، 318478.
والله أعلم.