الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتراك في منصات تحوي مواد مباحة وأخرى محرمة

السؤال

مؤخرًا قررت التوقف عن متابعة المحتوى المقرصن، فبحثت عن عدة منصات توفر محتوى رسميا، فوجدت منصات تكون عن طريق الاشتراك فيها بمبلغ معين لمدة معينة، وتتابع ما ترغب فيه، وهي تحتوي على محتوى جيد من ناحية القصة، ويمكن تجنب ما فيه من الموسيقى بكتم الصوت، وتقديم المشاهد السيئة إن وجدت، ولكنها تحتوي أيضا على محتوى سيئ من ناحية العقيدة أو الأخلاق.
سؤالي: هل يجوز الاشتراك فيها إذا حرصت على متابعة ما يكون جيدا قدر الإمكان منها؟
وبعض المنصات تبيع قصصا مصورة. فهل يجوز لي شراؤها؟ أم شراء الرسومات محرم بحكم كونها رسما، ورسم ذوات الأرواح حرام؟
مع العلم أنها منصات أجنبية في الغالب، وفي الوقت الحالي من النادر أن تجد شيئا يخلو من المخالفات الشرعية بالكامل من ألعاب ومسلسلات، وأحيانا الكتب.
فهل يجوز لي أن أشتري ما يكون سليما في الأصل، ومحتواه نظيف قدر الإمكان، وأتجنب الأضرار التي فيه؛ سواء كانت مشاهد أو أصواتا أو ألفاظا؟ وإن كانت هنالك نصائح عامة تفيدني في موضوعي، فأرجو أن تخبروني بها.
وشكرا جزيلا على إتاحة فرصة السؤال لي، جعل الله هذا الموقع وإجاباتكم على أسئلة المسلمين في ميزان حسناتكم، فموقعكم قد أفادني كثيرا، وهو نعمة أشكر الله عليها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمنصات التي توفر موادَّ خاليةً من المحاذير الشرعية؛ لا يحرم الاشتراك فيها، وإن وجد فيها مواد أخرى يحرم متابعتها، بشرط أن يقتصر المشترك على المباح.

ولكن بالنظر إلى الواقع، وأن المرء قد يتساهل، وتصيبه الغفلة، ويجره المباح إلى المكروه، والمكروه إلى الحرام، وكذلك بالنظر إلى كون هذه المنصات أجنبية لا يراعي القائمون عليها شرعا، ولا دينا، ولا خلقا، فإنا ننصح السائلة بعدم الاشتراك، وأن تملأ وقت فراغها بشيء آخر أنفع، وأبعد عن المحرمات والشبهات.

وبخصوص القصص المصورة: ففي أصل رسم ذي الروح إشكال، ولا سيما إن كان رسما لكامل الخلقة، فإذا أضيف إلى ذلك وجود محاذير شرعية في المشاهد، والأصوات، والألفاظ -كما أشارت إليه السائلة- كان الأمر أشد وأبعد.

ولذلك نكرر النصيحة للأخت السائلة بالبحث عن وسائل أخرى لملء الفراغ، والاستفادة بالوقت فيما ينفع، أو على الأقل فيما لا يضر.

وانظري للفائدة الفتويين: 100362، 20998.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني