الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من رأت قطرة دم واحدة ثم انقطع عنها

السؤال

في الأيام التي كان يرتقب أن تكون فيها دورتي المعتادة، كنت رأيت نقطة دم صغيرة جدا نزلت مع إفرازاتي المعتادة، ولم تكن كدم الحيض الذي ينزل كالمعتاد، فصليت. ثم بعد ذلك، لم أر شيئا سوى إفرازاتي المعتادة.
أريد أن أعرف هل النقطة -ولو كانت صغيرة جدا- تعتبر حيضا؟ خصوصا أنه لم ينزل عليَّ شيء عقب ذلك؟ وهذه أول مرة يحدث معي ذلك.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف أهل العلم فيما إذا رأت المرأة قطرة، أو نقطة، أو نحو ذلك من الدم، ثم أعقب ذلك انقطاع، هل تعتبر هذه القطرة حيضًا أم لا؟
فمذهب الجمهور أنها لا تعتبر حيضًا؛ لأنها أقل من أقل الحيض عندهم، وقد صرحوا بأنه متى نقص الدم عن أقل الحيض، فهو دم استحاضة، لا حيض.

قال النووي في شرح المهذب: أجمع العلماء على أن أكثر الطهر لا حد له، قال ابن جرير: وأجمعوا على أنها لو رأت الدم ساعة وانقطع، لا يكون حيضًا. وهذا الإجماع الذي ادّعاه غير صحيح؛ فإن مذهب مالك أن أقل الحيض يكون دفعة فقط، واختلفوا فيما سوى ذلك، فمذهبنا المشهور أن أقل الحيض يوم وليلة، وأكثره خمسة عشر. قال ابن المنذر: وبه قال عطاء، وأحمد، وأبو ثور. وقال الثوري، وأبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد: أكثر الحيض عشرة أيام، وأقله ثلاثة أيام. انتهى.

وبناء على أن أقل الحيض يوم وليلة، فإن هذه النقطة من الدم لا حكم لها، ولا اعتبار بها، ما لم يستمر الدم يومًا وليلة، ويجبُ على المرأة غسلُ المحل، والوضوء منها، وهذا ما نفتي به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني