السؤال
هل حديث النفس، والتفكير في بعض العبارات الجنسية المثيرة التي يمكن أن تقال بيني وبين امرأة وهمية، دون تخيل صور للنساء أو للجماع، حرام؟
هل حديث النفس، والتفكير في بعض العبارات الجنسية المثيرة التي يمكن أن تقال بيني وبين امرأة وهمية، دون تخيل صور للنساء أو للجماع، حرام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا مؤاخذة على المسلم في حديث النفس، إن لم يترتب عليه قول، أو عمل؛ لما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تكلم به.
ولكن هذه الخواطر العابرة ينبغي الحذر من الاسترسال فيها، وتمتيع الخاطر بها، وألا يشغل الإنسان نفسه بها؛ لما فيه من تعريض النفس للمثيرات، والوساوس الشيطانية؛ فيكون ذلك مدعاة إلى ارتكاب المحرمات؛ ولهذا جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تباشر المرأةُ المرأةَ، فتنعتها لزوجها، كأنه ينظر إليها.
فكل ذلك جاء سدًّا للذريعة إلى الحرام، وتجنبًا للفتنة وأسبابها، ثم إن مثل هذه التخيلات قد تتحوّل إلى نوع إدمان؛ فيصبح المرء أسيرًا لها.
والأولى بالمسلم أن يشغل وقته بما يعود عليه بالنفع في دِينه ودنياه، ولا يترك المجال للشيطان ليتلاعب به، وقد حذّر الله من مكره، وكيده، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
ولمزيد الفائدة، راجع الفتوى: 35373، ففيها توجيهات مفيدة.
ونضيف إليها الحرص على الزواج؛ فهو خير معين على العفاف، ففي الحديث الذي رواه البخاري، ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني