الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جمع الطوابع البريدية والبطاقات وتبادلها مع الغير

السؤال

ما حكم الاسلام في هواية جمع و تبادل بعض الهوايات كالطوابع البريدية و البطاقات البريدية ,علما بأنني أتبادلها مع أشخاص مسلمين وغير مسلمين من مختلف دول العالم...مع العلم بأنني أنفق بعض الأموال في هذا الأمر. من فضلكم أرجو إجابة مفصلة للموضوع جزاكم الله خيرا و وفقكم لخدمة الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن جمع الطوابع والبطاقات البريدية وتبادلها مع الناس ينظر فيه، فإن كانت تحتوي على صور محرمة أو رموز لأهل الشرك، أو كانت فيها موسيقى، فإنه لا يجوز جمعها ولا تبادلها مع الناس، وإن كانت سالمة من ذلك فلا حرج في جمعها، ولا تبادلها مع الناس، إلا أنه يجدر التنبيه على بعض الأمور:

1-أن المسلم يجب عليه المحافظة على ماله ووقته، فلا يجوز له أن يضيعهما في ما لا يجوز وما لا تترتب عليه فائدة، وذلك لما في الحديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن عمله فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه. روه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال. رواه البخاري.

2-أن المسلم لا تجوز له مصادقة من لا تزيد مصادقته قرباً إلى الله، لما في الحديث: لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

3-أنه لا يحق لمؤمن بالله واليوم الآخر يرى حال الأمة الآن وما تعيشه من جهل وضعف، أن يضيع وقتاً أو طاقة إلا في تعلم علم تحتاجه أمته أو كسب مال يعين به ملهوفاً أو يساعد مكروباً، أو يكفل يتيماً أو أرملة.

4-أن بعض الجهات المشبوهة تبذل جهوداً مضنية في سبيل شغل أوقات المسلمين، وصرف طاقاتهم في التوافه من مسموعات أو مرئيات أو اهتمامات دنيئة عن واجباتهم الكبرى تجاه أمتهم وشعوبهم، فعلينا أن نتنبه لذلك، وأن لا نضيع أموالنا ولا أوقاتنا في ما لا يفيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني