الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجتهد وناقل الفتوى

السؤال

ما الفرق بين المفتي، وناقل الفتوى؟
في درس من دروس يوم الجمعة، تحدث الإمام في مسجدنا عن أن المفتين ذهبوا مع انتهاء عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه هو وغيره ممن يصدر الفتاوى، مجرد ناقلين للفتوى.
فما الفرق بين المفتي، وناقل الفتوى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن قصد هذا الشيخ أنه يفتي بالتقليد، وأنه ليس من أهل الاجتهاد، وإنما ينقل فتاوى الأئمة المجتهدين، فهذا لا بأس به، ويجوز له ذلك، كما بيناه في الفتوى: 278116.

وأما زعمه أن المفتين ذهبوا منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فغلط بلا شك، فأئمة الدين والمجتهدون ما زالوا كثيرين في الأمة بحمد الله، والأئمة الأربعة المدونة مذاهبهم ما كانوا إلا بعد ذلك الزمن بسنين كثيرة، ومن بعدهم خلائق من أهل الاجتهاد. ثم المجتهدون على طبقات: فمنهم المجتهد المطلق كالأئمة الأربعة، ومنهم المجتهد في مذهب إمامه، ومنهم المجتهد في بعض المسائل دون بعض. وهذا كله مفصل تفصيلا في باب الاجتهاد والتقليد من كتب الأصول.

وعلى كل حال، فمن ملك آلة الاجتهاد، أو قدر على التمييز بين الأقوال، فإنه يفتي بما أداه إليه رأيه، ومن عجز عن ذلك، فلا حرج عليه في أن يفتي بالتقليد، وينقل فتاوى العلماء الموثوقين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني