الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث " إن الله قرض فرائض فلا تضيعوها "

السؤال

هناك حديث لرسول الله_صلى الله عليه و سلم_يقول:"إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها"،أرجو شرح هذا الحديث، وماذا يقصد رسول الله_صلى الله عليه وسلم_بالأشياء التي لا نبحث عنها

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى الطبراني والدارقطني وغيرهما عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تقربوها، وترك أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها.

-ومعنى الفرائض الواجبات فلا يجوز أن تُضيع.

-ومعنى حرم أشياء فلا تقربوها واضح.

-ومعنى حد حدوداً هي كما ذكره الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم :الواجبات والمستحبات والمباحات، فلا تعتدوها أي فلا تتجاوزها إلى الحرام.

-ومعنى وسكت عن أشياء هي ما لم يرد فيها الشرع بحكم (فلا تبحثوا عنها) قال الحافظ ابن رجب: يحتمل اختصاص هذا النهي بزمن النبي صلى الله عليه وسلم لأن كثرة البحث والسؤال عما لم يذكر قد تكون سبباً لنزول التشديد فيه بإيجاب أو تحريم.. ويحتمل أن يكون النهي عاماً... فإن كثرة البحث والسؤال عن حكم لم يذكر في الواجبات ولا في المحرمات قد يوجب اعتقاد تحريمه أو إيجابه لمشابهته لبعض الواجبات أو المحرمات، فقبول العافية فيه، وترك البحث والسؤال عنه خير...والتحقيق في هذا المقام أن البحث عما لم يوجد فيه نص خاص أو عام على قسمين:

أحدهما: أن يبحث عن دخوله في دلالات النصوص الصحيحة من الفحوى والمفهوم والقياس الظاهر الصحيح فهذا حق.

والثاني أن يدقق الناظر نظره وفكره في وجوه الفروق المستبعدة، فيفرق بين متماثلين بمجرد فرق لا يظهر له أثر في الشرع... فهذا النظر والبحث غير مرضي ولا محمود..

ومما يدخل في النهي عن التعمق فيه والبحث عنه: أمور الغيب الخبرية التي أمر بالإيمان بها، ولم يبين كيفيتها. ا.هـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني