الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكلام الجنسي بين العاقدين وممارسة الجنس عن طريق الكاميرا

السؤال

أنا مخطوبة، وكتبنا الكتاب بسبب تجاوزات الخِطبة، وظللت فترة قبل أن نتزوج، وزوجي يتصل عليّ بالفيديو، ويرى جسدي، وعندما يزورني يلمس أعضائي، وكنت أظن أن هذا حلال؛ لأنه زوجي، وهو كذلك، ولكني قرأت فتوى أن هذا الفيديو لا يجوز من باب الحرص، وكذلك الكاميرا، فما الحكم؟ وهل يمكن أن نعمل علاقة عن طريق الهاتف؟ وهل في ذلك إثم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنتِ قد عُقِد لك على هذا الرجل العقد الشرعي، فقد أصبحتِ بذلك زوجة له؛ فيحلّ له منكِ ما يحلّ للزوج من زوجته؛ فلا حرج عليه في أن يتواصل معك من خلال الهاتف، أو غيره، وأن يلمس جسدك، أو يراكِ من خلال الفيديو، أو دون واسطة؛ فلا إثم عليكما في ذلك كله. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 61470، والفتوى: 2940، وقد أوضحنا فيهما أنه ينبغي أن يراعى ما يكون من عُرْف، أو شرطٍ في تأخير الدخول.

والرؤية عبر الفيديو لا نقول: إنها محرمة، ولكن لما كانت هذه الأجهزة قد تكون عرضة للاختراق؛ فينبغي أن تتّخذ الاحتياطات، والابتعاد عن الرؤية من خلالها، إن لم يوجد من البرامج ما يجعلها مأمونة من الاختراق. وهذا كله فيما إن كان العقد قد تمّ.

ولكن إن كان الأمر مجرد خِطْبة، فلا تزالين أجنبية على خاطبك، فلا يحلّ له معكِ شيء مما ذكر بكل حال، وتراجع الفتوى: 426787؛ وحينئذ تجب التوبة من ذلك كله. ولمعرفة شروط التوبة، راجعي الفتوى: 5450.

بقي أن نبيّن أنه ينبغي المبادرة لإتمام الزواج ما أمكن؛ لأن الزواج من الخير، وفيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة، والآجال معدودة، والعوارض كثيرة، وقد قال تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}. وللفائدة، انظري الفتوى: 194929.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني