السؤال
كنت فاسدًا جدًّا قبل 6 أشهر تقريبًا -أدخّن، وأسبّ، وأنظر للمحرمات، وأعقّ الوالدين-، بل كنت أفسد شخص بين أصدقائي تقريبًا، ولكن الله تعالى مَنّ عليّ ورزقني الهداية، وكلما تذكّرت ذنوبي الماضية استشعرت مِنّة الله عليّ، وزدتُ حبًّا له، وانكسارًا؛ لأني كنت أعصيه ليلًا ونهارًا، وقد هداني، وسألته سبحانه وتعالى أن أتوقّف عن تلك الذنوب من أجل صحّتي -قبل أن يهديني الله-، وبعد أن هداني أردت أن أتركها من أجله، فرزقني التوبة، وتوقّفت عن كل ذلك، وكلما تذكرت ذلك، أقول لنفسي: "ما كنت حتى لتقدري على رفع الغطاء بعد الاستيقاظ إلا بإذن الله"، وأتذكّر أنه هو الذي له الفضل في أن أطيعه.
وبدأت أنصح أصدقائي، فمنهم من يستجيب -والحمد لله-، ومنهم من سخر مني، ومنهم من يعاند بشدة، ولكني خجلت من الله أن أجلس في أي مجلس فيه معصية، فتركت كل ذلك، وكنت اشتريت كمانجًا، وبعدما عرفت أنها حرام، رزقني الله الإقلاع عنها، وعن مجالس المعصية، ورزقني ترك النظر للمحرمات، وفعل الفرائض والسنن.
ومنذ فترة بدأ ربي يزيدني من فضله، فأصبحت أختم القرآن كل 6 أيام بفضله، ورزقني صيام داود -عليه السلام-، وقيام الليل في الثلث الأخير من الليل، ولكني أحيانًا أشعر بنقص في البكاء من خشية الله، فأبحث هل فعلت معصية أم لا، فأظلّ أتوب، فقد رزقني الله البكاء من خشيته، ولكني لا أعرف لماذا أقرأ آيات فأبكي منها، وفي الختمة التي تليها لا أشعر فيها بشيء، ولا أعلم هل من العجب ذِكْر الطاعات؛ فإني لم أخبر أحدًا قط على ختمة القرآن مثلًا، ولا أعلم هل يتقبّل الله مني أم لا؟ أرجو أن يتقبّل الله مني، وأخشى أن تكون قلة البكاء بسبب تحوّل العبادات إلى عادات، فما العلاج؟