السؤال
أنا متزوج منذ سنة، وقد تعرفت إلى زوجتي عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بنية الزواج، وبعد بضعة أشهر تزوجنا، وأنا على دراية أن علاقتنا قبل الزواج غير جائزة، وقد تبت إلى الله.
قبل الزواج كنت أرى زوجتي جميلة، وصليت صلاة الاستخارة، وكنت مطمئنًا لخياري، ثم بعد الزواج لم أصبح أرى جمالها كما كنت أراه من قبل، وعدت أرى عدة عيوب، وصرت متذبذبًا، فأحيانًا أراها مقبولة، خاصة عندما تسرّح شعرها، وعندما لا تمشط شعرها، وتكون دون مكياج، أحس بالانزعاج عند رؤيتها، ولا يوجد ما أعيبها في خُلُقها، ودِينها، ما عدا بعض المناوشات النادرة، وأحيانًا أرى فتيات جميلات في الشارع، وأقول في نفسي: لو انتظرت قليلًا، وتزوجت بهذه، أو بتلك؟
لقد قصصت مشكلتي على صديق لي، فقال لي: إنه مَرَّ بنفس المشكلة، لكنه صبر، وصار يرى زوجته جميلة مع الوقت، ونصحني أن لا أتسرع، وأن الله قدّرها لي، فيجب أن أقبل القدر، خاصة أنني استخرت الله، وقال الله عز وجل: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود)، وهي ودود معي، ولكن من جهة أخرى قال أيضًا: (خير ما يكنز المرء المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرّته)، فإذا لم تكن تسرّني إذا نظرت إليها، فهل هي لا تليق بي؟ وأحسّ أن أمّي غير معجبة بزوجتي، والعلاقة بينهما ضعيفة، وكنت آمل أن تكون بينهما صداقة؛ فكل هذه المعطيات جعلتني حائرًا، ودخل في ذهني إمكانية الطلاق، وفكرة الطلاق مغرية ومخيفة، فهي تظهر حلًّا لمشكلتي، لكن من جهة أخرى أرى نفسي عاجزًا عجزًا كبيرًا على التقدّم لهذه الخطوة؛ لأني إذا فعلتها أشعر بظلمي لزوجتي، وجرح كبير لمشاعرها، وصدمة لها ولعائلتها، وربما أندم بعد ذلك، ولا أدري كيف أقول لزوجتي: إني أريد الطلاق؛ لأنك لا تعجبينني.
أنا خائف خاصة بعد إنجاب الأطفال -إن شاء الله-، فبعدها لن أستطيع العودة إلى الوراء، فهل كل المتزوجين مروا بهذا؟ وهل أستشير طبيبًا نفسيًّا؟
أنا آمل أن يصلح حالي معها، وأن أتعوّد عليها، وأراها جميلة، ومثالية، وأفضّل استبعاد فكرة الطلاق، لكن من جهة أخرى أفكّر أني لو كنت مع امرأة تعجبني لكانت حياتي أسهل، فهل تنصحونني بالصبر أم بالانفصال؟ وكيف؟