الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز بيع الدفاتر لغير المسلمين

السؤال

أبيع دفاتر لتدوين الملاحظات -ما يسمى بـ "notebook"- في موقع "أمازون"، وهذه الدفاتر يمكن استعمالها في المنزل، أو المدرسة، أو العمل، وبما أن أغلب الزبائن الذين يشترون من موقع "أمازون" كفار؛ فيغلب على ظني أنهم لا يتّقون الله في ما سيكتبون على هذه الدفاتر؛ فيمكن أن يكتب أحدهم مثلًا مقاطع من الإنجيل، أو شركيات، أو علومًا لا يرضاها الله جل وعلا، فهل يجوز لي بيع مثل هذه الكتب التي يمكن استعمالها في المباح والحرام في موقع "أمازون"؟ بارك الله فيكم، ونفع بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام المبيع مباحًا، والأصل أنّه يستعمل في المباحات؛ فلا حرج عليك في بيعه في الموقع المذكور، وغيره؛ لعموم الناس -مسلمين أو كفار-؛ لأنّ الغالب استعمال الدفاتر في أمور مباحة، والعبرة بالغالب، قال الشوكاني -رحمه الله-: الظاهرُ من الأدلة تحريمُ بيع كلّ شيء انحصرتْ منفعتهُ في محرم، لا يُقصد به إلا ذلك المحرّم، أو لم ينحصِرْ، ولكنه كان الغالب الانتفاع به في محرم، أو لم يكن الغالب ذلك، ولكنه وقع البيعُ لقصد الانتفاع به في أمر محرم، فما كان على أحد هذه الثلاث الصور؛ كان بيعه محرمًا، وما كان خارجًا عنها؛ كان بيعه حلالاً. انتهى من الفتح الرباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني