الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى أي يقيم المرء في المكان الذي ينفع فيه أكثر

السؤال

أنا أعمل ببلدي وأؤدي خدمة طبية ودينية (دعوة) بفضل الله وحمده، هل خروجي للعمل بالسعودية حبا في تربية أولادي في جو بعيد عن البدع وطلب للقرب من الأماكن المقدسة مما سيسهل لي الحج والعمرة هل في ذلك إثم وهل فيه تبديل للنعمة حيث إنني سعيد وناجح وميسور في بلدي بفضل الله عز وجل والحمد لله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مهنة الطب عدها العلماء من فروض الكفاية، وكذا الدعوة إلى الله، وفرض الكفاية هو الذي إذا قام به البعض سقط عن البقية، وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع بتركه.

وأما الحج والعمرة، فهما فرضان عينيان، يلزمان كل من استطاع إليهما سبيلا.

قال تعالى: [وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً] (آل عمران: 97).

وقال: [وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ] (البقرة: 196).

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبهما على الفور، ثم إن تربية الأولاد تربية صحيحة ومستقيمة، والبعد عن أماكن البدع إذا تعين طريقا لإصلاح أحوالهم، هو من ا لفروض أيضا.

وبناء على هذه المقارنة، فإن خروجك إلى السعودية ليس فيه إثم ولا تبديل للنعمة، بل هو واجب عليك لأداء الحج والعمرة إن لم تكن قد أديتهما من قبل، وبعد أداء الواجب، ينبغي أن تقارن بين منفعة الناس بك في الوضعين، فحيث كنت أنفع، فالمقام فيه أحسن، وإن لم يكن واجبا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني