الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب على الأب تزويج ابنه وتوفير مسكن له؟

السؤال

مشكلتي تكمن في عدم رضا ابني.
ابني عمره الآن 30 سنة، يعمل أعمالا حرة في أيام غير متصلة.
قانط دائما من الحياة بسبب أبناء عمومته وعماته الذين جعلهم أهلهم يعيشون حياة أفضل، وأتوا لهم بشقق وفرشوها لهم، وزوجوهم أيضا.
غير راض بحياتنا، ويريد تحقيق أحلامه مثل الآخرين، وإلا فنحن نكرهه.
تعبنا أنا ووالدته في حثه على السعي إلى العمل لتحقيق أهدافه، وتحقيق ما يتمنى.
خارج المنزل، شخص ضاحك، والكل يحبه، يأتي منزلنا يشعر ويشعرنا بالكآبة ليس لسبب مرض ولا حسد، ولكنه كاره لمنزلنا الصغير المكون من ثلاثة طوابق، الذي يحتوينا أنا وأمه وأخواته وأخاه المتزوج، كاره للمنطقة التي نعيش فيها.
منذ 4 سنوات جاءني يريد أن يتزوج من فتاة مثل حالتنا ومعيشتنا. رحبت وقابلت أهلها، وفرحت أنهم مثل حالتنا في المعيشة، وقدمنا لهم شبكة على أن يتم تجهيز كل منا خلال سنتين.
فوجئت برد أهل الفتاة للشبكة بسبب أن الفتاة مريضة، لا أحد يعرف سبب المرض كأنه مس جان، هكذا أخبرني ولدي، ماشي الحال.
فوجئت الآن بابني يخبرني أنه يريد أن يستكمل حياته مع تلك الفتاة، وأنها شفيت، وأن مرضها كان مرضا بالمعدة، وأن أهلها مشترون لنا.
قلت لهم: ماشي، أذهب معك، لكن فوجئت بالطلبات: ذهب بقيمة أكبر؛ لأن الذهب الذي تم رده، تم بيع جزء منه من قبل ولدي للصرف على نفسه خلال جلوسه بلا عمل، ومبلغ لشراء ملابس للفتاة، وشقة خارجية.
وجه الخلاف الآن أن لدي شقة صغيرة مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، ومن غير أن يروا الشقة رفضوها.
الآن ولدي يريد شقة خارجية وفرشها، وذهبا، وباقي التجهيزات التي عليه، الحمد لله بإذن الله قادر على ذلك.
ولكن طبقا للقانون لدينا، كل ما سبق في أول خلاف بين ولدي والفتاة التي في المستقبل ستكون زوجته، وإذا قدر لهم الإنجاب.
هذا القانون يسلب الزوج الشقة بكل ما فيها وأولاده، والذهب والمؤخر، ويتم إجبار الزوج على الإنفاق عليهم، وأولاده لا يراهم.
نعم هذا القانون حول الحياة الاجتماعية إلى كابوس.
المشكلة الآن تكمن أني أرفض الإتيان بشقة خارجية؛ لأني أعلم جيدا أن ابني لا يقدر المسؤولية التي سوف تكون على عاتقة. وإن سايرته فأنا الذي سوف أصرف عليه وعلى من معه؛ لأن ولدي غير قادر على تحمل مسؤولية نفسه.
أما لو كان في شقة نملكها، فلن نلزم بدفع إيجار شهري، وإن تضرر في شيء فسوف نساعده بجوارنا.
الآن هل أنا في رفضي على حق أم لا؟
كما أرجو النصيحة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام ولدك قادراً على الكسب، فلا تجب عليك نفقته، فضلا عن تزويجه.

قال المرداوي -رحمه الله- في الإنصاف: القدرة على الكسب بالحرفة تمنع وجوب نفقته على أقاربه. انتهى.
والذين قالوا بوجوب إعفاف الابن على أبيه، قيدوا ذلك بكون نفقة الابن واجبة على أبيه.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: على الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته، وكان محتاجا إلى إعفافه. انتهى.
وعليه؛ فليس واجبا عليك أن توفر لولدك مسكنا خارج بيتك، أو تكفيه مؤنة الزواج.
لكن ما دمت قادرا على إعفاف ولدك بالزواج؛ فنصيحتنا لك أن تبادر بتزويجه، وإن كنت تقدر على توفير مسكن خارج البيت يتزوج فيه ولدك من الفتاة التي يريدها؛ فالذي نراه ألا تمتنع من ذلك.

فإن كان محمودا منك أن تحثّ ابنك على الاجتهاد في الكسب الحلال، وأن يتحمل المسئولية؛ فإنّ التعجيل بالزواج قد يكون سببا في حصول ذلك، مع ما فيه من المصالح العظيمة.
ووصيتنا لك أن تجتهد في استصلاح ولدك، وإعانته على الاستقامة على طاعة الله والتمسك بدينه؛ فإن ذلك من أفضل ما يكسبه الصفات الحسنة، ويجعل منه شخصا جادا مسؤولا، عزيز النفس نافعا لنفسه وغيره.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني