السؤال
فقدت أعز إنسان في حياتي، وأريد أن قول لكم: إنه والله لا يوجد مثله في الحياة، لا أحد بأخلاقه، أو جماله، وأريد أن أطمئن أنه في الجنة.الرجاء أخذ الموضوع بأهمية وجد، كان خدومًا جدًا، لا يرفض طلب أحد، وسبب موته أنه خاف على أهله، فقد كان يفكك قنبلة، وظنها فارغة، وعندما انفجرت ضمها إلى جسده، خوفًا على أهله، فقطعته، وأصبت أنا وأمه وأخوه، وابن خاله، بجروح طفيفة، وحملته ومات على صدري.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته، وأن يخلف عليكم بخير، وأن ينصرنا وإياكم على الأعداء، واعلم أنه لا يمكن أن يقطع لأحد بأنه في جنة أو نار إلا ما ورد فيه النص، ولكننا نرجو للمحسن الجنة، ونخاف على المسيء من النار.
وبما أن هذا المتوفى كان على ما ذكرت من وصفه، فإنا نرجو بإذن الله أن يكون من أهل الجنة، ونريد أن نذكرك بحادثتين حصلتا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهما من المبشرات:
أما الأولى: فعن أنس -رضي الله عنه- قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال: وجبت، فقال عمر: وما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة.. رواه البخاري.
وأما الثانية: فعنه أيضاً -رضي الله عنه- قال: إن أم حارثة أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله! ألا تحدثني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر، أصابه سهم غرب، [أي قتله المسلمون خطأ]، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء، قال: يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى، رواه البخاري.
فنرجو الله أن يكون هذا الأخ مع حارثة في الفردوس الأعلى.
والله أعلم.