الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة تغيير حياة التقصير في شكر النعم وترك الصلاة

السؤال

ابتعدت عن الصلاة كثيرًا، وغير قادر على الرجوع إليها بسهولة، ولا أدري كيف أقضي ما فاتني منها؛ لعدم قدرتي على معرفة عددها، وسأبدأ وعمري 29، وأشعر أني تائه، وكل ما أنوي العودة وأتوب، أرجع لحالتي السابقة بسرعة، وقد أنعم الله عليّ بنعم كثيرة، وأنا مقصّر جدًّا، مع أنه ليس في حياتي غير الشغل، فلا أصحاب، ولا زواج، ولا حتى علاقة جيدة بأهلي، وعاجز عن تغيير نفسي، وشخصيتي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما الصلاة فلا بدّ من أن تحافظ عليها، ولا تتركها بحال؛ فإن ترك الصلاة الواحدة من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات، وانظر الفتوى: 130853.

وأما ما مضى من صلوات؛ فتب إلى الله من تركها، ومن تمام توبتك أن تقضي جميع ما تركته، فإن لم تعلم عدده، فاقضِ بالتحرّي؛ حتى يحصل لك يقين، أو غلبة ظن ببراءة ذمّتك، وانظر الفتوى: 70806.

ومن العلماء من يرى أنه يكفيك مع التوبة الإكثار من النوافل، ولزوم الاستغفار، ولا يشرع لك القضاء، وانظر الفتوى: 128781، والمفتى به عندنا هو قول الجمهور، وهو لزوم القضاء.

وأما ما يتعلق بشخصيتك، وطريق تغييرها؛ فعليك بالمجاهدة، والاستعانة بالله تعالى، ومعرفة عيوب النفس، والجدّ في إصلاحها، والله تعالى يعين من استعان به، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

والزم شكر الله على نعمه؛ فإنه سبب المزيد، كما قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ {إبراهيم:7}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني