الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إهداء الذهب للبنات دون إعطاء الأبناء شيئًا

السؤال

أمّ لديها أبناء وبنات، وتحبّ التزيّن بالذهب، وتريد أن تهدي بناتها من ذهبها، لكن البنات كلهنّ لا يحببن الذهب مثلها، فإذا أهدت إحدى بناتها من ذهبها؛ لأنها تحبّه، فهل تعدّ ظالمة لباقي بناتها؟ وإذا أهدت البنات من الذهب بشكل متساو، فهل تعدّ ظالمة لأبنائها الذكور؟
توضيح: كان من عادة الأب كلما سافر أن يشتري لبناته شيئًا من الذهب، وهنّ صغيرات، فاشترى لكل واحدة منهنّ قلادة بها شكل، وزنه جرام، وبسبب فرق السن اشترى للكبيرات مرتين، وأضاعت إحداهنّ قلادتها، فأرادت الأم أن تعوّضها؛ فبدّلت قلادة عندها بها شكل وزنه 3 أو 4 جرامات مع قلادة الأخت الكبرى، فاعترض الذكور قائلين: إن هذا ليس من العدل، ويجب عليها أن تعطيهم أيضًا، واعترضت إحدى البنات قائلة: إن هذا التبديل ليس من العدل، وكلنا نريد هدايا من ذهبك بجانب القلادات التي اشتراها أبي، فهل تعدّ الأم ظالمة لأبنائها في أي شيء إلى الآن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإهداء شيء من الذهب لبنت دون بقية البنات؛ لا شك أنه جَوْر في الهبة، والمفتى به عندنا وجوب العدل فيها، كما أن إهداء الذهب للبنات دون أن تعطي الأبناء ما يتحقق به العدل من المال؛ يعدّ من الجَوْر أيضًا، وقد ذكرنا هذا في الفتوى: 280963، فراجعيها.

ولو حدث جَوْر من الأم في الهبة؛ فإنها تُنصح برفق، ولين، وأدب، لا بعنف، وشدة، ولا بما ينافي الأدب، لا سيما أن وجوب العدل في الهبة ليس محل اتفاق بين الفقهاء، فقد ذهب الجمهور إلى أنه مستحب، لا واجب، ونحن وإن أفتينا بالوجوب، فإننا نذكر هذا التفصيل هنا للتنبيه إلى أن هذه المسألة من موارد الاجتهاد؛ فلا تعتبر هذه الأمّ إذا لم تعدل عاصية آثمة مرتكبة لمحرّم محقّق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني