الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التوبة بعد ممارسة العادة السرية كافية لاستجابة الدعاء؟

السؤال

أنا شاب في الثامنة عشر من العمر، وقد ابتلاني الله بالعادة السرية، وحاولت التخلص منها مرارًا وتكرارًا، وسأظلّ أحاول، وقد تخرّجت هذه السنة من الثانوية العامة، وأتمنى أن ألتحق بكلية الهندسة، وأدعو الله دائمًا بذلك، وقد قمت بصلاة قضاء الحاجة -وخاصة لأن النتائج ستظهر اليوم-، ولكني بعد فترة من الانقطاع عن العادة السرية، غلبتني الشهوة، وقمت بها بعد صلاة قضاء الحاجة، فهل يكون ذلك سببًا لعدم استجابة دعائي؟ وإذا تبت إلى الله، وصلّيت ركعتين لله -وأنا دائمًا ما أصليهما بعد الاغتسال من العادة السرية؛ لأن الحسنات يذهبن السيئات-، فهل سيكون ذلك كافيًا لاستجابة دعائي، أم إن عليّ شيئًا آخر؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن العادة السرية محرمة, وقد ذكرنا حكمها, وبعض أضرارها, وما يعين على تركها, وذلك في الفتوى: 7170

فأكثِرْ من الدعاء، وجاهِدْ نفسَك على ترك تلك المعصية، مع التحلّي بالعزيمة الصادقة على ذلك.

أما عن كون ممارسة العادة السرية سببًا لعدم استجابة دعائك؛ فإن هذا غير مستبعد؛ لأن المعاصي من موانع الإجابة، كما سبق في الفتوى: 269989.

وصلاةُ ركعتين بعد ارتكاب معصية تسمّى صلاةَ التوبة، وقد تقدم تفصيلها في الفتوى: 395191.

وإذا تبتَ إلى الله تعالى، وصلّيت ركعتين ـ بعد ممارسة العادة السريةـ، فقد فعلت حسنًا، ولكن لا يمكن الجزم أن هذا سيحقق لك ما دعوت به.

فمسألة استجابة الدعاء من الأمور الغيبية التي لا سبيل لمعرفة تحققها من عدمه. وللفائدة، تراجع الفتوى: 235879.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني